السبت 23 نوفمبر 2024

قطة في وادي الذئاب

انت في الصفحة 11 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

ناصر
_ العفو يا ولدىط
_ ازيك يا نجاة عاملة اى يا حبيبتى
قالتها زينة و هى تضع الهاتف على اذنها بلهفة و اساريرها منفرجة
بسعادة حقيقية بينما تجيبها نجاة بسرور
_ الحمد لله يا جمر انتى عاملة اى
_ الحمد لله
_ و أشرف عامل اى معاكى و اى رأيك فى الجواز
قالتها بنبرة خبيثة جهلت زينة مقصدها حيث تردف بخفوت
_ أهو ماشى الحال
عادت تسألها نجاة مستفهمة
_ أمال فين أشرف عشان انادى حسنى يكلمه
مطت زينة شفتيها و هى تقول بحزن
_ لسة مارجعش
تقلصت ملامح نجاة و هى تقول بتعجب
_ واه! داحنا وصلنا العشا! أمال بيرجع مېتا ده!
اجابتها زينة قائلة بنبرة واجمة تحمل بثناياها ڠضبا داخليا
_ كل يوم ياجى نص الليل أكون نمت انى و يخرج بعد ما نفطر علطول و الله ما بعرف اجعد معاه ساعة على بعضها!
عاد الحزن يجد طريقا إلى معالمها حيث تنهدت بخيبة أمل على صغيرتها البادى الحزن فى نبرة صوتها لتحاول التطرق إلى أحد الحلول قائلة
_ بصى يا زينة كل حاجة و ليها حل صدجينى بس عرفينى الأول انتو جضيتوا وجت مع بعض
فتئت زينة تتكلم ببراءة
_ أيوة خرجنا ياجى مرتين أكده مرة للملاهى و التانية لمطعم
أغمضت نجاة عينيها بنفاذ صبر بعدما فشلت طريقة الإيحاء فى الحصول على إجابات من هذه الفتاة استطردت تقول باستهجان
_ طب بلاش السؤال ده! لبستى حاجة من الشنطة الحمرا اللى عبتهالك
هزت زينة رأسها نفيا و هى تقول بسرعة
_ لا دى حاجات تكسف و الله!
زفرت نجاة بضيق و هى تقول فى نفسها بتعب
_ و الله أجلى هياجى على يدك يا بت مشارى
ثم عادت تقول بنبرة هادئة شارحة
_ طب بصى يا زينة الراجل يا حبيبتى بيحب أما يشوف مرته لابسة من الجصير و المفتوح عشان تملى عينه و يعشجها و ما يبصش لغيرها
احمرت وجنتا زينة خجلا لتقول من بين حرجها بعدم فهم
_ و هيفرج ايه ده عن ده ما ياخدنى زى مانى احسن!
قبضت على طرف جلبابها و هى تهدئ نفسها كى لا ټنفجر بابنتها ڠضبا حيث تقول محفزة
_ طب جربى يا زينة و مش هتخسرى صدجينى و ان ما غيرش معاده من نص الليل للمغرب ما يبجاش اسمى نجاة
اماءت زينة برأسها و هى تقول پخوف من خوض هذه التجربة
_ حاضر يا نجاة ربنا يسهل
الفصل السادس
قوبلت حسنتها بالسيئة و لا تزال تتمتع بنفس صافية لا تشوبها شائبة
وقف أمام خزانته المفتوحة أبوابها و هو يدندن أحد الألحان بتناغم بينما تخرج زينة من المرحاض و هى تبحث عن مصدر الصوت لتجد أشرف على هذا الحال من السرور و الانتشاء اقتربت منه مع بسمة مرتسمة على شفتيها قائلة برقة
_ باين الغزالة رايجة جوى!
استدار نحوها و هو يرمقها بنظرة لم تفهم فحواها بعد أهى سعيدة ام ممتنة ام حائرة اقترب منها ثم أمسك بساعديها بين راحتيه و أخذ يدور بها قائلا بسعادة
_ انا فرحااان فرحااان اوى النهاردة ماقدرش اقولك سعيد اد اى
تحدثت زينة بابتسامة واسعة علت محياها و هى تقول بنبرة صافية
_ يارب دايما فرحان بس اى السبب يعنى
بم يجيبها و قد نال مراده اليوم حينما تم تحويل كامل ثروة أبيه إلى حسابه المصرفى بعد تطبيق الوصية و عرض القسيمة مع بيانات زينة التى تفيد بكونها صعيدية ابنة أحد أصدقاء والده القدامى نفض الأفكار المتصارعة برأسه قائلا برفق
_ سعيد علشان انتى معايا يا زينة ربنا يخليكى ليا يارب
اخفضت بصرها و قد اعتلت حمرة الخجل وجنتيها بينما يقرب أشرف فمه من اذنها هامسا
_ جهزى نفسك عازمك على العشا النهاردة
ابتعدت عنه و هى ترمقه بعينين مشتعلتين حماسا لتبتعد عنه قائلة بحفاوة
_ حاضر
خرج الاثنان بسيارة أشرف الفارهة متجهين إلى مطعم فندق من فئة الخمس نجوم حيث يقضيا وقتا ممتعها تغلفه البهجة الكامنة فى أحاديثهم المرحة و على الجانب الآخر توجد هيدى التى أصبح يضخ فؤادها خفقات من القلق و الڠضب بعد ابتعاد أشرف لمدة عشرة أيام دون اتصال هاتفى يبرد نيران الغيرة المضرمة بقلبها حتى! أخذت تعد الدقائق حتى باتت ساعات على أمل أن يخالف تنبؤها و يفاجئها بقدومه و معه شيئا من معداته الرومانسية كعلبة شوكولا أو باقة ورد و لكن مر الوقت دون جديد لتنتفخ أوداجها ڠضبا و تقف عن مجلسها و هى تتحرك نحو القيام بأى شئ ينقذها من ورطتها التى تسببت فيها هذه الصغيرة
كان أشرف يتجاذب أطراف الحديث المفعم بروح الدعابة مع زينة التى اتضح انها تملك حسا فكاهيا عالى المستوى عكس ما بدا عليها منذ بداية زواجهما و الذى اتضح أنه كان بدافع الخۏف و الخجل! و بينما كان يسترسل فى سرد أحد المواضيع قاطعته نغمة هاتفه التى صدحت فجاة معلنة وصول اتصال هاتفى توقف عن حديثه ثم أخرج الهاتف من جيبه ليطالع اسم المتصل فتبهت ابتسامته حتى وصل وجهه الى درجة الامتقاع ليغلق الخط ثم يضع الهاتف بجيبه مجددا و لكنه ما لبث أن استقر بداخل جيبه حتى صدح مجددا و قد أصرت هيدى على الحصول على جواب ليخرج الهاتف من جيبه ثم يغلق الخط مجددا مغلقا معه الهاتف بأكمله رفعت وينة أحد حاجبيها قائلة باستفهام
_ ليه بتجفل ما ترد يمكن يكون حاجة مهمة!
الټفت إليها ثم نطق ببعض من التوتر
_ لا الشغل مش راضى يخلص أبدا و انا هنا جاى انبسط معاكى مش اتكلم فى الشغل
عادت الابتسامة تشق طريقها إلى أفواههم بينما غليت الډماء بعروق هيدى التى كانت تكز على أسنانها قائلة بغيظ و وعيد
_ بقى انا تنفضلى بالشكل ده! ماشى يا أشرف
فى اليوم التالى أنهت زينة اغتسالها لتخرج من المرحاض و الماء يقطر من شعرها الأسود على الأرض حينما وقفت أمام التسريحة التفتت إلى هاتفها الموضوع على سطحها لتضغط عليه كى تطالع الساعة عليه و التى كانت قد اقتربت من العاشرة جلست على السرير ثم أخذت تمشط شعرها و علامات الحيرة باتت جلية على وجهها حيث تقول فى نفسها بخيبة أمل
_ ليه التأخير ده كل ليلة يا أشرف! كتير بحسك بعيد عنى مع انك جريب بحس ان ضحكتك فى حاجة جواها بحس انك بتتكلم معايا و عجلك ف مكان تانى اعمل اى بس يفرحك و يخليك جريب منى يا جوزى ياللى عايزة اكسب رضاك!
فرقت بين شعرها إلى شطرين ثم عقصت كلا منهما و بدأت فى تضفيرها كما اعتادت و لكنها توقفت عما كانت تنوى فعله و تركت خصلاتها أحرار ثم نظرت باتجاه المرآة تطالع هيئتها دون الجدائل ثم سرعان ما تقول بتعجب
_ هو ليه كلهم ما بيحبوش الضفاير اكده! مع ان شكلها مليح جوى!
ثم حكت جبهتها و تى تنظر للأعلى و كأنها تستدعى الأفكار كى تتواتر عليها لتلتمع عيناها بفكرة جديدة فتقول بسرعة
_ يظهر ان الغلط مش ف الضفاير بس!
بينما كانت تجلس أمام التلفاز لذى يعرض فيلما كوميديا كان ذهنها شاردا بعالم آخر بعدما تبينت لها إمكانية ان تسرق زينة ما يخصها و
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 42 صفحات