السبت 23 نوفمبر 2024

قطة في وادي الذئاب

انت في الصفحة 10 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

نوع من البيض الذى لم تسمع به قبلا _بيض العيون كما قيل لها_ و مربى و ما إلى ذلك و لكنها لم تتمتع بوجبة هنيئة على الرغم من تعدد أصناف الطعام أمامها حيث كان كرسى أشرف خاليا! لذا أمسكت بهاتفها و ضغطت عدة أزرار به ثم وضعته على أذنها و انتظرت قليلا حتى أتاها الرد من الطرف الآخر و الذى يبدو ناعسا صوته
_ ألو
هتفت زينة بلهفة
_ إيوة يا أشرف إنت فين
هب الثانى عن الفراش واقفا و كأنه صعق بسلك كهربائى ليتحدث ببعض التوتر و قد عرف لمن الصوت
_ أ أيوة يا زينة
ثم أخذ ينظر حوله بعدم تركيز قائلا
_ أنا بس فى الشغل بخلص كام حاجة و و لقيت الوقت ا اتأخر قلت ابات أحسن
تقلصت معالم زينة و قد استشعرت التعب بنبرته حيث و من الواضح انه عمل كثيرا الليلة الماضية لتقول بود
_ تعالى علطول بجى و ارتاح و اجعد معاى مش المفروض أننا عرسان!
اماء برأسه قائلا بارتباك
_ أ آه طبعا
أغلق معها الهاتف ثم الټفت نحو باب الغرفة مناديا
_ هيدى يا هيدى
أسرعت نحو الغرفة لتجد أشرف الذى كان يرتدى حزام بنطاله مهندما ملابسه لتقول بدهشة
_ هتخرج بدرى كدة طب ما تفطر الأول!
نظر نحوها بحدة قائلا
_ انتى سيبتينى نايم لحد دلوقتى!
مطت شفتيها بطفولية و هى تقول
_ اعمل اى طيب حاولت اصحيك من ساعتين و مارضيتش!
ثم اقتربت منه و اخذت تداعب لحيته الخفيفة بأناملها قائلة بخلاعة
_ و اللى حصل امبارح كمان مكانش قليل ولا اى
رمقها بابتسامة ثابتة قبل ان يقبل أنامل يدها قائلا
_ همشى انا دلوقتى
حدقت به و هو يخرج قائلة
_ باى
بعد مرور ساعة أخرى كان أشرف يضغط مكابح السيارة حتى توقفت أمام الباب الداخلى للفيلا ثم نزل من السيارة و دلف متجاوزا الباب ليجد زينة التى تجلس بالصالون و هى تداعب جديلتيها بوجوم زم شفتيه بضيق و قد خالجه شعور الشك من جانبها بعد ابتعاده منذ اليوم الثانى من الزفاف بهذه الطريقة ازدرد ريقه ببطء ثم اقترب منها حتى لمحته لتقف عن الكرسى بلهفة بينما يقول هو بابتسامة واثقة
_ صباح الخير
قبل ان تسرع إليه و تزيح الستار الموارى اشتياقها للجلوس معه ابتعدت و هى تقول بزجر
_ بجى فى عريس من اول أسبوع فرح يخرج الشغل!
أمسك بساعدها ثم جذبها ليجلسا سويا على نفس الأريكة و لكنها ملتفة بكامل جسدها إلى الناحية الأخرى بينما يزيد أشرف فى الاقتراب منها حتى صار ملاصقا لها بينما تفسح هى تاركة مسافة بينهما أمسك بطرف جديلتها الناعمة و هو يقول معتذرا
_ معلش يا زينة و الله من ساعة ما رجعت و الشغل متلتل كان لازم أخلص اللى فاضل معايا ماتزعليش بقى
بينما يتحدث هو صارت بمكان آخر بمجرد خروج أنفاسه المعبقة برائحة الكحول الكريهة التى أزكمت أنفها لتستدير و هى ترمقه بشك بينما يقول هو متسائلا
_ بتبصيلى كدة ليه
وضعت يدها على أنفها محاولة صد هذه الرائحة المقززة حيث تقول بضيق
_ ليه ريحة بوجك اكده أنت شارب إيه
أطبق شفتيه على بعضهما البعض و قد شعر بأنه يكاد يكشف أمر سكره يوميا حيث يقف و يبتعد بضعة سنتيمترات و هو يقول على مضض
_ لا لا ما شربتش ح حاجة بس يمكن عشان جيت علطول من غير ماغسل سنانى
اماءت برأسها إيجابا بينما ازدادت دقات قلبها منذرة إياها بأن لا تصدق ما يقال و لكنها لم تأبه لذلك و لم تفهم مغزى هذه الخفقات المتسارعة و أرجعته إلى عامل التوتر بعد التواجد فى هذا المكان الجديد بينما شعر هو بنواقيس الخطړ البادى فى صمتها ليمسك بيدها ثم يقول بحفاوة
_ طب اى رأيك اعوضك عن بياتى برة البيت
رفعت بصرها إليه بتساؤل دون كلام بينما يجيبها قائلا
_ روحى البسى و يالا هنروح رحلة
_ رحلة اى!
سألته بحماس متناسية ظنونها ليقترب منها قائلا بمرح
_ مفاجأة روحى جهزى نفسك عشان نخرج علطول
قالت و هى تبتعد عنه بطاعة
_ حاضر
بمدينة الملاهى الكبيرة تعالت صرخات الراكبين فى الألعاب المختلفة ما بين خوف و حماس و لكنها تتفق على دافع واحد و هو المرح و كان هذا المكان أحد الأشياء التى تراها زينة للمرة الأولى فكانت تنظر حولها بانبهار و بسمتها المتسعة تزين شدقها بينما يقترب أشرف من اذنها هامسا
_ تحبى تجربى
التفتت إليه ثم زمت شفتيها قائلة بحزن
_ أنى بخاف
نظر بعينيها قائلا بتشجيع
_ ما تخافيش كلها حاجات سهلة و بعدين شاورى على اللعبة اللى تحسيها أمان و انا معاكى
نظرت حولها و هى تفكر مليا بما ستختار قبل ان تسير نحو لعبة السيارات قائلة باستئذان
_ ممكن اركب دى
جذبها من يدها متجها إلى ما أشارت و هو يقول بحبور
_ اكييييد
فكانت هى اللعبة الوحيدة التى استطاعت زينة ان تتكيف معها كسلحفاة جربت التكيف مع البر بعدما كان البحر بيئتها! الى جانب كونها تناولت أطعمة تجربها للمرة الأولى فى حياتها مثل غزل البنات و الفشار حتى انقضى اليوم سريعا ليعودا إلى المنزل منهمكين حيث لا تنتظر زينة تناول طعام الغداء حتى! بل غلبها سلطان النوم و هى بالسيارة فى طريق العودة!
و مرت الأيام و معها الحال كما هو عليه و لكن ببعض التغييرات حيث بات أشرف يذهب إلى الشركة و يعود دون تعديل الوجهة يمينا او يسارا حيث لا يريد أن تغمر الشكوك بعقل زينة فيكون قد خسر الكثير! إلى جانب انه عاد يكتفى بكؤوس النبيذ فى الصباح الباكر حتى تزول الرائحة إلى حين عودته فى منتصف الليل حيث يجدها كعادتها نائمة على الأريكة و هى تنتظره! و هو ما يريد عندما يتجنب دوما لقياها كى لا يضعف امام جمالها الطبيعى و براءة عينيها التى لم يلحظها بامرأة غيرها أبدا و فى أحد الأيام كان يعمل على إمضاء بعض الملفات الخاصة بالشركة حتى قاطعه صوت دقات الباب ليجفل عما يفعل ثم ينظر نحو الباب قائلا
_ ادخل
فتح الباب بهدوء و خلفه ناصر الذى دلف بخطى وقورة ثابتة و بيده ملف شفاف وقف أشرف عن مجلسه ثم قال بابتسامة مرحبة
_ اهلا اهلا يا عمو ناصر اتفضل
اقترب منه ناصر حتى عانقه و قد اشتاق المكوث معه بعد فترة غياب قضاها مع أهله فى قنا و بعد ألفاظ السلام ابتعد عنه ثم جلس على الكرسى المقابل لأشرف الذى قال
_ عاملين اى الأهل فى الصعيد
أردف ناصر بحبور
_ الحمد لله يا ولدى
ثم أردف متسائلا
_ كيف زينة معاك
_ زى الفل
قالها باصطناع و هو الذى لم ير منها فلا و لا ياسمين! بينما يقول ناصر بابتهال
_ طب الحمد لله
ثم رفع الملف الذى بيده و وضعه على سطح المكتب أمام أشرف قائلا ببهجة
_ الجسيمة طلعت يا ولدى مبروك
فتح عينيه عن آخرهما حيث انتقل بصره إلى الملف المستند على المكتب يرمقه بعدم تصديق حيث يمسك به و يخرج القسيمة منه محاولا التأكد مما فيها ثم يقول دون ان يزح بصره عنها
_ متشكر اوى اوى يا عمو
10  11 

انت في الصفحة 10 من 42 صفحات