سنيوريتا
كانت مستكينة وهادئة للغاية عكس طباعها فكان الأمر غريبا عليه.
لسانها السليط رغم كرهه له إلا أنه يحب عراك الكلمات بينما فكلماتها أثناء ڠضبها تصبح مضحكة من طريقة لفظها سكن هو الآخر جوارها ولم يكن يعلم هل يوقظها أم لا لكن فضل أن يوقظها حتى لا تنام جائعة فطفق يهتف باسمها حتى تستيقظ
علياء استيقظي هيا لقد جلبت الطعام هيا يا عليا
من...من علياء!
قطب جبينها بتعجب ثم قال ساخرا
أنت علياء أم أن ذلك ليس اسمك وإنما كڈبة أيضا!
نعم..نعم أنا علياء صحيح
قالتها بملامح ناعسة للغاية حتى أن نصف كلماتها لم تعد مفهومة أدارت وجهها مرة أخرى وتابعت نومها فمد عثمان يده ثم هزها برفق بينما يقول
ابعد زراعك اللعېن وإلا قتلتك
ختمت جملتها بدفعها لزراعه فنظر إليها في ذهول فقد كانت نائمة أثناء ټهديدها ذاك ولم تكن في وعيها وقف وحدق فيها بدهشة جلية ثم تمتم بينما يضرب كف على الآخر
هل تلك الفتاة طبيعية!!
قرر أن يتركها حتى لا تنفذ ټهديدها النائم ذاك فقرر ترك الأطعمة للصباح حينما تستيقظ ثم خرج من الغرفة بهدوء بعدما ألقى نظرة أخيرة عليها تنهد براحة ثم كفف قطرات العرق على جبهته بباطن يده ثم الټفت ليصعد إلى الأعلى.
فزع نوعا ما وأجفل لبرهة بعدما ظن أنه تم ضبطه حدق في وجه شقيقه الأصغر ياسر لبرهة ثم أجابه محاولا تلفيق كڈبة
آآآ..لقد..صوت
صمت ثم عاود الحديث وقد حاول تعديل نبرته متظاهرا الجدية
نعم لقد سمعت صوت وذهبت لكي أرى ما مصدره
تثاءب شقيقه ثم مر من جواره ينوي الدخول للغرفة بينما يقول
منعه سريعا بزراعه ودفعه بعيدا عن الباب بخفة وهو يقول
شيء....كانت قطة نعم قطة وفتحت لها الباب فانصرفت
هز الأخير رأسه بملامح ناعسة ثم قال
حسنا سأصعد للنوم
اصعد وسآتي وراءك
تركه ياسر وصعد للأعلى بخطى غير متزنة من النعاس فزفر عثمان أنفاسه براحة أخيرا وارتخت قسماته فقد كان ضبطه قريبا لا محالة ولا يعلم إن رأى الفتاة فما هي حجته لوجودها في ذلك الوقت المتأخر القى نظرة أخيرة على الباب ثم صعد للأعلى هو الآخر ثم ولج إلى غرفته وتمدد بظهره على فراشه بينما يحدق بعيناه على سقف الغرفة محدقا في اللا شيء حتى غلبه النعاس أخيرا من كثرة التفكير...
أكمل طعامك يا بني تلك اللقيمات لن تكفيك
فعلق عليها بابتسامة ودودة
لقد شبعت يا أمي سأذهب للورشة حتى لا أتاخر أكثر فهنالك العديد من الأعمال التي يجب علي إنهاؤها
وفقك الله يا عثمان
دنى إليها ثم طبع قبلة رقيقة على جبهتها ومن ثم ابتعد وارتدى حذائه كاد أن يخرج من الباب لكنه تذكر شيء ما فعاد بضع خطوات مرة أخرى وهتف قائلا
هناك العديد من الفئران في الغرفة بالأسفل لا تقتربوا من الغرفة حتى لا تفزعوا فقد وضعت مصيدة وعندما أعود سأتولى ذلك الأمر
فئران! ومن أين جاءت!
قالتها والدته بتعجب بينما قطبت جبينها فأجابها متصنعا الجهل
لا أعلم من أين تحديدا لكن عندما أعود سأبحث
حسنا يا بني سأحذر أخويك عندما يستيقظان
هز رأسه لها بالإجاب ثم نزل إلى الأسفل حدق في باب الغرفة التي تمكث بها للحظات ولكن تغلب الفضول عليه كثيرا فلم يستطع الذهاب إلا بعدما ألقى نظرة عليها فوجدها مازالت نائمة بعد شقت ابتسامة ثغره دون أن يشعر ولكنه تدراك ذاته سريعا وعاد يعبس ثم أغلق الباب خلفه وخرج إلى عمله.
مرت حوالي ساعتين وقد جاءت سمر كعادتها إلى والدة عثمان لتجلس معها ويغرقا في العديد من الأحاديث دون ملل فقد كانت تتفنن لملئ قلب والدة عثمان بتصنعها الطيبة والود وأيضا الإحتراف في شئون البيت فقط لكي تصل إلى حبيبها الذي عشقته رغم أنه لا يبال بها بل وأيضا يظهر ضيقه من وجودها فلم تجد طريقة للوصول إليه إلا عن طريق والدته.
سأجلب أدوات التنظيف من الأسفل
قالتها مستئذنة من والدة عثمان بوداعة مصطنعة فأجابتها الأخرى بالرفض
لا تذهبي إلى هناك فقد حذرنا عثمان من أن نقترب من الغرفة
قطبت جبينها في تعجب وقد تساءلت داخلها عن السر في ذلك ثم قالت مستفهمة
حذركم! ولما! ماذا يوجد بالأسفل ليحذركم!
فأجابتها والدته ببساطة
قال يوجد العديد من الفئران بالأسفل وقد وضع مصيدة لهم
لم تصدق في البداية ذلك السبب وقد ملأ الشك قلبها فابتسمت لوالدة عثمان وقالت بنبرة