سنيوريتا
يدها على خصرها ثم صاحت مستنكرة
ماذا!! هل تسمع أذناك ما يقوله فمك!!
الټفت لها هو الآخر ثم حذرها قائلا
اخفضي من صوتك حتى لا ننكشف
لم تعبأ بتحذيره بل واصلت الهتاف بشراسة
أنا لم أقم بإجبارك لكي تحميني أو تأخذني إلى منزلك من منا صار كالعلكة الآن أيها الفظ هادم الملذات!
رفع يده ثم كمم فاهها لأن صوتها كان مرتفع قليلا ثم جذبها عنوة للسير معه ولا يزال يكممها وتحدث أثناء مشيه
هزت رأسها نفيا عدة مرات بينما ترمقه بنظرات مغتاظة فتنهد هو مبتسما باستخفاف وقال
كان ردا متوقعا الفتيات دائما ناكرات للمعروف!
تململت من بين قبضة يده حتى تحررت ثم قالت بصوت خاڤت
هل تدعوني بناكرة للمعروف الآن ألا يمكن التحدث بلباقة مع أنثى قليلا فقط!!
لاحظت ذلك يا سيد عثمان أو أفضل أن أدعوك بالسيد الفظ عديم اللباقة واللطافة!
نظر لها من زاوية عينه ثم قال باستخفاف
هل لأني لا أعرف لغة الشباب المدللين تدعينني بذلك!
ليس له علاقة بالدلال...
صمتت عن الحديث ثم أشاحت بيدها في الهواء وقالت بسؤم
لا أعلم لما أتحدث معك من الأساس
قولي لذاتك كنت أتوسل إليك لتصمتي
تأففت بنفاذ صبر ثم خطت للداخل وهي تستند على الجدار لتحافظ على اتزانها قليلا بسبب قدمها المصاپة جلست على إحدى الأرائك في الغرفة ثم قالت له بنبرة نرجسية
يمكنك الخروج الآن
حدق فيها بمقلتين تشعان ڠضبا ثم الټفت ونوى الخروج لكنها أوقفته بهتافها
لحظة....
أدرا رأسه لها دون أن يتحدث فرفرفت أهدابها ببراءة مصطنعة ثم قالت باسمة باصفرار
هز رأسه بالإيجاب دون أن يتحدث ثم تقدم بضع خطوات قبل أن تهتف مرة أخرى
لحظة...
أغلق حدقتاه وزفر أنفاسه بنفاذ صبر ثم عاود فتحهما مرة أخرى والټفت قائلا من بين أسنانه
ماذا الآن!!
فقالت متظاهرة الخجل
هل يمكنني تشغيل التلفاز ليسليني
رمقها بنظرات قاټلة دون أن ينبس بكلمة فأجفلت هي لبرهة قبل أن تقول
تركها وانصرف خارجا بعدما وصد الباب خلفه فتعالت قهقهاتها ما إن خرج وقالت محدثة نفسها
سأجعلك تجن أيها الوسيم
دست يدها في جيبها وأخرجت هاتفها ثم طلبت أحد الأرقام حتى أتاها رد صديقتها
أين أنت هل حدث لك مكروه!
ابتسمت بشدة ثم أجابتها قائلة
بخير...بخير للغاية
نبرتك غريبة أخبريني الآن ماذا حدث
أتعلمين أين أنا الآن
هل أنت حمقاء لقد سألتك في البداية أين أنت لو كنت أعلم لما سألت
قالتها لين في ضيق فتأففت ليالي ثم أردفت
أنا في منزل الفظ الوسيم
ماذا!!!
صړخت بها لين بنبرة تغلب عليها الذهول فاستطردت الأخرى وهي تضحك
سأقص عليك كل ما حدث....
متى ستتزوج يا بني لقد سئمت من وحدتك تلك
بادرت والدة عثمان بتلك الكلمات أثناء جلوسها جوار ابنها الذي تصنع متابعة التلفاز ولكن الحقيقة أن عقله كان في ملكوت آخر زفر أنفاسه بعدما قطع تفكيره سؤالها المعتاد وقال
عندما يحين الوقت يا أمي العزيزة
ولكن لا يعجبني حالك هكذا يا عثمان
علم أن هنالك أمر خفي في حديثها فالټفت لها وصب كامل اهتمامه لها ثم تساءل في حذر
قولي ما تريدين إخباري به
تنحنحت والدته قبل أن تقول
سمر ابنة عمك مسعود أنت تعلم جيدا أنها تحبك كثيرا فما رأيك أن أطلبها من والدها
تنهد بعمق ثم غمغم محدثا نفسه بضجر
ما كان ينقصني غير تلك المتطفلة ذات العقل السميك!
ماذا قلت يا بني
تساءلت والدته في تعجب بعدما تعذر عليها فهم ما قاله فابتسم لها باصفرار ثم قال من بين أسنانه
أقول ليس ذلك وقته يا أمي رجاء لا تضغطي علي!
كما تريد يا بني...كما تريد أنت
علقت على حديثه بقلة حيلة ثم انتصبت واقفة ونوت الرحيل وهي تقول
سأخلد للنوم لقد تعبت كثيرا
نوما هنيئا
انتظر لنصف ساعة حتى تأكد من ذهاب والدته وشقيقيه إلى النوم فتسلل خفية إلى المطبخ ثم جلب العديد من الأطعمة من الثلاجة ووضعهم في صينية صغيرة وتوجه بها للأسفل وقد تملكه شعور بالذنب من تأخره عنها ولج للداخل وبحث عنها بقلق عندما لم يستمع لصوتها.
تنهد بعمق وارتخت تعابير وجهه بعدما رآها نائمة على الأريكة في الزاوية اقترب منها بعدما وضع الصينية على الطاولة ثم جثى على ركبتيه أمامها وراح يتأملها عن قرب