سنيوريتا
رقيقة
لا تقلقي
ثم عاودت التساؤل
أين ياسر أو سائر
سائر في عمله وياسر بغرفته..لما
حسنا قولي لياسر أن يأتي معي إلى الأسفل فيمكنني تدبر أمر الفئران
أمتأكدة يا بنيتي!
بادرت بتلك الكلمات في قلق شديد فأجابتها الأخرى
نعم يا أمي أنا لن أخاف من فأر صغير
كما تريدين
ولجت والدة عثمان للداخل لتحضر ياسر كما قالت الأخرى فوقفت سمر تحدق في الفراغ وكان حدثها يخبرها أن ذلك الأمر لا علاقة له بالفئران قط.
كانت قد استيقظت من نومها فحدقت لبرهة في أرجاء الغرفة فوجدتها غريبة فظنت في البداية أن تم خطڤها فوثبت من على الأريكة سريعا تتلفت في المكان من حولها جال في ذاكرتها ما حدث بالأمس وعلمت أنها في بيت عثمان رفعت زراعها وعبثت بخصلاتها وهي ټلعن حماقتها داخلها ثم سارت تبحث عن المرحاض من بين الغرفتين حتى وجدته فولجت للداخل وعدلت خصلاتها المشعثة بأصابعها وغسلت وجهها بالماء ثم خرجت وبين يديها منشفة تجفف بها وجهها
حدقت في الثلاثة الذين أمامها في ذهول وقد تشوش عقلها لبرهة فلم تستطع فهم ما يحدث حملق فيها ثلاثتهم بتعجب شديد أما سمر فقد شعرت أن تلك الفتاة من رأتها بالأمس.
بادرت والدة عثمان بالسؤال وهي تعقد حاجبيها فتركت ليالي اللقمة وابتلعت الأخرى سريعا ثم وقفت محلها ولم تستطع الرد أو تلفيق أي كڈبة فاقربت منها سمر بوجه مكفهر ثم تفحصتها من أعلاها لأسفلها بنظرات أثارت رجفتها ثم تساءلت بحدة
من أنت وماذا تفعلين هنا!
تنحنحت عدة مرات ثم حاولت إخراج الكلمات من فمها
هل ابتلعت لسانك فلا تستطيعين الرد!
قالتها سمر في سخرية وفظاظة فهدأتها والدة عثمان بعدما اقتربت ووضعت كفها على كتف الأخرى وقالت
انتظري يا سمر اتركيها لتجيب
ثم نظرت إلى ليالي لتحثها على الحديث فحدقت بها الأخرى ببلاهة ولم تعلم ما ستجيبها به هل تعترف بالحقيقة وتفضح أم لا! فتحت فاهها للرد وللحظة جاءتها فكرة فرسمت بسمة خفيفة على ثغرها ثم مدت يدها لمصافحة والدة عثمان وقالت بود مصطنع
صافحتها والدة عثمان ثم قالت بتردد
هل يريد عثمان تغير الألوان!
فأجابتها متظاهرة الجدية
نعم لقد طلب مني أمس ثم اصطحبني من ساعة تقريبا لأراها وعاد إلى عمله ثانية
ساور سمر شعور الشك من صدق حديثها فأردفت متسائلة بنبرة شبيهة بالسخرية
مهلا...ماذا! فئران..أتوجد فئران هنا!!
قالتها بړعب حقيقي بينما تتلفت حولها بفزع شديد ولم تستطع التحكم بجسدها من شدة الړعب فبتاتت تجول بحدقتين مرتجفتين في أرجاء الغرفة فقالت سمر بإذدراء
هل تخشى الأميرة الفئران!!
لكزتها والدة عثمان بحدة لتكف عن الثرثرة والسخرية ثم وجهت حديثها إلى ليالي قائلة
لا تقلقي يا بنيتي أظن أنه قال ذلك ليجعل أمر التغيير مفاجأة
زفرت ليالي أنفاسها الضائعة براحة شديدة فأردفت الأخرى موجهة حديثها لابنها
اتصل يا بني بعثمان وأخبره أننا علمنا بشأن مفاجأته...
كان جالسا في ورشته يقوم ببعض الأعمال الخاصة بصنع الأساس حتى قاطعه رنين هاتفه فوقف ثم سار نحو المكتب والتقطه من عليه ثم جلس على الكرسي بتعب فوجد أن المتصل شقيقه ياسر فتح الخط ومن ثم أجابه
ماذا تريد
لم يكن عليك أن تخفي مفاجأتك
قطب جبينه بتعجب ومن ثم حك خصلاته بجهل وقال
أي مفاجأة!!
أوووه ما زلت تكذب لقد علمنا بشأن التغييرات التي ستجريها بالغرفة فقد أخبرتنا السيدة علياء بذلك
وعند انهاء شقيقه جملته انتفض جسده من على المقعد بفزع وصړخ قائلا
ماذا!!!!!
وكنت تكذب بشأن الفئران أيضا أيها الماكر
وهنا أغلق الخط ومن ثم ترك أعماله وركض مسرعا نحو المنزل وخوفه من انكشاف الأمر كان يزداد وصل في وقت قياسي فولج للغرفة عندما وجدها مفتوحة فأبصرهم جالسين مع ليالي وهي تقوم بشرح التغييرات الكاذبة التي ستجريها ركض نحوهم سريعا ثم هتف من بين أنفاسه
علياء أقصد سيدة علياء...ماذا حدث
وقفت مبتسمة ثم اقتربت منه حتى وقفت جواره وأجابته
كان يجب عليك أن تخبرني أن التغييرات كانت مفاجأة
تنحنت عدة مرات ثم همست بعدما مالت عليه قليلا
لقد ورطتني بذلك الأمر كدنا أن ننكشف أيها الأحمق لولا ذكائي
قالتها ثم ابتعدت عنه وهي تهز رأسها بابتسامة واسعة فتصنع هو الضيق وصفع جبهته بينما يقول
أوووه يا أمي لما جئتي