سنيوريتا
انت في الصفحة 18 من 18 صفحات
ثم حدقت به بذهول من وجوده بينما ارتفعت يدها إلى موضع قلبها الذي اضطرب دقاته من الفزع فعاود هو القول بابتسامة عابثة
لا..لا تخبريني أنك لن تستطيعي النوم لأنك لست بحضني
رمقته بنظرات مشمئزة ثم قالت
لا تهذي!
نظراتك تلك تخبرني بمدى حبك لي
قالها بمرح لإثارة غيظها كالمعتاد فاشاحت بيدها في الهواء وهي تقول نافية
مال نحوهما قليلا لكن كان يفصلهما حائط قصير بين الغرف ثم قال بمزاح
بل أنا بكامل وعيي يا سليطة اللسان
تأففت بضيق ثم تمتمت
ما كان ينقصني سواك أيها الفظ!
فعاود القول ليتسبب بخجلها أكثر
أليس ذلك الفظ الذي قبضتي على يده وهتفتي أنه لك!
شدت على خصلاتها بقوة من شدة الغيظ ثم قالت بينما تلتفت للانصراف
توقفت محلها بعدما رأت والدة عثمان قد جاءت فحملقت فيهما بملامح ناعسة ثم صاحت بصوت متحشرج
ألم أخبركما أني لا أريد لقاءات خفية
ضحك عثمان بشدة ثم قال باستفزاز
أعتذر يا والدتي العزيزة لم استطع الا أراها وهي جواري
خجلت هي بشدة من حديثه حتى لو كان مصطنعا فعاود القول بمرح
انهى جملته ثم تركهما وانصرف عائدا لغرفته فتمسكت هي بالرداء وقد طغى على وجهها علامات الذهول من تناقضه العجيب ذاك..!
ولجت للداخل مع والدته ثم استلقت جوارها على ظهرها بينما مقليتها مثبتتان على السقف فبادرت والدة عثمان بالقول بسعادة حقيقية
لم أر عثمان بتلك العفوية إلا معك حفظكما الله لبعضكما يا صغيرتي
فتقوس ثغر ليالي بابتسامة ساخرة على زاويته فكيف سيكون رد فعل تلك السيدة اللطيفة عكس طباع ابنها تماما إن علمت أن كل ما يحدث هو تمثيل ولمصلحتها فقط!....