سنيوريتا
انت في الصفحة 1 من 18 صفحات
المشهد الأول
فرت هاربة تركض بأقصى سرعة لديها بينما وتيرة أنفاسها قد زادت بشدة من كثرة الركض..والفزع أيضا!...
فستانها القصير ذي اللون الوردي يتطاير بفعل الهواء المحمل بالأتربة الذي يلفح في وجهها فتحاملت قدر المستطاع ألا تغلق عينيها من الاتربة العالقة بها وخصلاتها البنية القصيرة صارت مشعثة بفعل الهواء كانت تحمل بين يديها حذائها الأنيق ذي الكعب المرتفع بعدما خلعته لكي تستطع الركض بأقصى سرعة لتنجو بحياتها من ذلك المأزق الذي وضعت فيه أدرات وجهها للخلف بينما تستمر بالركض لترى أهنالك أحدا خلفها أم لا فتنهدت براحة قليلا بعدما رأت خلو المكان ولكنها استمرت بالركض علما منها أنهم سيأتون في أقرب وقت..
استطاعت رؤية أخيرا الطريق من على بعد فأشرقت قسمات وجهها بأمل ثم أسرعت ركضا نحوه حانت منها نظرة للخلف فوجدت رجلين على مسافة بعيدة عنها يسرعان نحوها وصياحهما سمعته من على بعد ارتجفت بفزع فور رؤيتهما وعلقت أنظارها على الطريق لعل هنالك أحدا سينقذها من مصيرها ذاك.
ركضت نحو الباب ثم فتحته واستقلت السيارة وحدثت السائق قائلة بسرعة بينما نظراتها على الرجلين القادمين
هيا...أسرع رجاء
ما الذي تفعله فتاة مثلك في تلك الصحراء وفي منتصف الليل!!
تشبثت بذراعه المعضل وقالت في توسل لتحثه على الإسراع
سأخبرك ولكن الآن انطلق قبل أن يلحق بنا الرجلين
مهلا...ماذا!!
هتف بها ذاهلا فالټفت بوجهه للجهة الأخرى وقد لمح الرجلين الذين بيد كلا منهما سلاحا فعاود النظر لها وتساءل في توجس
لم ترد عليه وببغتة منها ضغطت على دواسة الوقود فانطلقت السيارة مسرعة وسط شهقته الفزعة من فعلتها المباغتة وهنا قد صدع صوت العديد من الرصاصات في الهواء فتحكم أخيرا في عجلة القيادة بعدما أجبرها على تركها قبل أن تنقلب بهما السيارة ثم زاد من السرعة قبل أن يصاب برصاصة من تلك الرصاصات الطائشة هدأ من سرعة السيارة أخيرا بعدما ابتعد عنهما بمسافة معقولة ثم قال للفتاة بلهجة آمرة
توجست خفية من تهديده ذاك فقالت سريعا
حسنا حسنا...سأخبرك ولكن لا تتركني هنا
صمت وركز على الطريق ليحثها على الحديث فبدأت بقص حكايتها قائلة
أدعى علياء وكنت أستقل سيارة أجرى ولكن مالكها كان ثملا فحاول التهجم علي هنا واستطعت الفرار منه
تقولين أن مالكها فقط من حاول التهجم عليك...وماذا عن الرجلين! أم أن المالك إنشطر إلى نصفين وتكاثر ميتوزيا!!
لمحت السخرية في نبرته فحاولت تبرير كذبتها وقالت متلعثمة
كان هنالك سيارة بها صديقه تلحقنا ولم أكن أعلم
حسنا سأحاول تصديقك يا علياء ولكن داخلي يظن أنك كاذبة
توترت خلاياها بشدة فتسللت قطرات العرق على جبينها ولكنها تصنعت الجدية والحزم
كما تريد ولكن ماذا سأستفيد إن كذبت عليك أو خدعتك
لم يجب عليها واكتفى بهز رأسه بينما نظراته مركزة على الطريق من أمامه حدقت فيه لبرهة تتأمل ملامحه شاب وسيم في مقتبل عمره خصلاته الكثيفة سوداء اللون عيناه حادتان سوداء أيضا يزين وجهه شارب ولحية خفيفة وملابسه..أيضا سوداء!..
ليرحمه الله من يرتدي تلك الملابس لأجله
قالتها محدثة نفسها في لهجة ساخرة بينما تابعت حوارها مع ذاتها
المرء يرتدي شيء ملون حتى يتفاءل قليلا فقط!!
هل يمكنك الكف عن السخرية من ثيابي!
قالها في ضيق وجمود فالتفتت له مسرعة وقد اتسعت حدقتاها في صدمة جلية وتمتمت قائلة
ماذا!!
تقوس ثغره ببسمة ساخرة ثم قال
عندما تتحاورين مع ذاتك اخفض من صوتك قليلا وإلا ذلك لا يعد حوارا داخليا!
رفرفت بأهدابها عدة مرات لتدارك حماقتها ثم أشاحت وجهها لجهة النافذة وقد تسللت الحمرة إلى وجهها.
اللعڼة علي وعلى حماقتي تلك وأيضا على لساني الذي لا يكف عن وضعي في مواقف كتلك
مرت عدة دقائق يصاحبها الصمت فقط فقررت البدء بأي حديث لإيقاف ذلك الملل الذي تشعر به وقالت
لم تخبرني باسمك
أهو من شأنك!
أغلقت جفناها بنفاذ صبر من سخريته الدائمة ثم حاولت إستفزازه قائلة
أتخجل من إخباري اسمك كالفتيات المراهقة!
ثم تابعت بذات النبرة
لا تقلق لن أخبر أحدا به يمكنك الوثوق بي
الټفت لها يرمقها بنظرات مغتاظة لقد استطاعت استيقاد غضبه فعلا فهددها قائلا
اغلق فمك ذاك وإلا أدفنك هنا وسط الصحراء ولن يستطع شخص إيجادك
كټفت ساعديها أمام صدرها وقالت في كبرياء
وهل من المفترض