سنيوريتا
توسطت حلقها وراقبتهما بړعب بينما أشار أحد الرجلين إلى الآخر أن يتدبر أمر عثمان فنفذ أوامره سريعا وأخرج سلاحا أبيضا من جيبه بينما يبتسم إلى عثمان بشړ فتعامل الآخر معه بحذر وحاول استمالته قائلا
اتركا الفتاة وشأنها وسأعطيكما كل ما تريدون
فزادت بسمة الرجل ثم أشهر السلاح في وجهه وقال ساخرا
السيد ظافر يدفع أكثر
انظر...لقد هربت الفتاة
وما إن الټفت الآخر حتى اقترب منه عثمان ثم لكمه بطول زراعه لكمة أطاحته أرضا فقفز سريعا فوق الرجل وراح يكيل له العديد من اللكمات في أماكن متفرقة والآخر أيضا كان يحاول الدفاع عن ذاته لكن بلا فائدة حتى خر أرضا ولم يعد يستطع الحراك فباغته الرجل الآخر بلكمة جعلته يتقهقر للوراء مما جعل شفتاه ټنزف ثم اقترب منه ووقف جواره وكاد أن يلكمه مرة أخرى لكن باغته عثمان بركلة بين ساقيه فصړخ الرجل من شدة الركلة فانتهزها عثمان فرصة وراح يهجم عليه بالعديد من اللكمات حتى لم يعد يتحرك..
لقد حاول طعنك فضړبته
ظل يحدق بها بدهشة كبيرة أثارت استغرابها غمغمت هي بتعجب
اقترب منها ثم فاجأها بتصفيقه لها وبعدها قوله بمرح
أحييكي على تلك القوة لم أصدق في البداية أنك طعنتي رجلين لكن الآن صدقت
قفزت على شفتيها بسمة مغترة فعدلت من ياقة قمصيها قائلة بثقة
ذلك أقل ما لدي
من الظاهر أنك لن تتركيني أنت ومصائبك وشأني يا علياء!
ضحكت قليلا بعدها قالت
لا أعلم لما تتضرر دائما بسببي وتظهر بالأوقات التي سأتذى بها!
إنه القدر
لم تعلق عليه وفضلت الصمت حتى ترى سبب جملته الغريبة تلك وصلا أخيرا إلى الورشة بحالتهما الرثة تلك فارتمى عثمان على المقعد بتعب شديد والأخرى جلست بجواره أيضا حدقت في قسماته المتعبة قليلا فقد كبر في نظرها أكثر لمواقفه الرجولية معها باغتته بلمسها للكمة في وجنته وقد تورمت قليلا فتأوه پألم ثم قال
ضحكت بخفة ثم وقفت ودخلت إلى الغرفة وسط أنظاره المتابعة فعادت وبين يديها كيس من الثلج عاودت الجلوس جواره ثم وضعت الثلج محل اللكمة فصدرت تأويهة عنه وأقشعر جسده من البرودة قهقهت هي ثم قالت مازحة
لقد وضعت الثلج على لكمتك كما وضعته على قدمي نحن متعادلان الآن
فتح عيناه ثم قال بعدما رفع حاجبه
أيا كان لقد رددتها لك في النهاية
لم يعلق على مزاحها بل تساءل
كيف حال قدمك الآن
بخير...ألم ترني وأنا أركض من الرجل على قدمي المصاپة
فقال مازحا
بالطبع..هل يفوتني شيء كهذا!
صمتت لفترة قليلة بعدما تركت له الثلج ليثبته هو محل ألمه كلا منهما كانا يفكران بشيء مختلف تماما هي كانت في حياتها التي كانت مليئة بالمتاعب منذ أن ولدت فوجدت نفسها بملجأ بعد أن رماها أبويها دون سبب واضح ثم بعدما أكملت عامها السابع تبنتها السيدة التي تسكن ببيتها الآن في الحي تلك السيدة التي ټوفيت منذ خمسة سنوات من العطاء ومعاملتها كابنة ثانية لها حتى انتهائها من التعليم المتوسط وعملها كنادلة لتدفع إيجار المنزل إلى مقابلتها لظافر وقلب حياتها رأسا على عقب أفاقت على شعورها بمراقبة عثمان لها فوجدته يحدق بها بملامح مبهمة فتساءلت بتلقائية
ماذا!
تنحنح ثم حاول إخراج الكلمات من فمه فقال مستفهما بجدية
لن تستطيعي العودة إلى منزلك صحيح!
هزت رأسها بالنفي ثم قالت بينما تزفر أنفاسها بضيق
لا لن أستطع العودة مطلقا إلى المنزل أو الحي أو حتى المطعم وعلي الحذر عندما أخطو أي خطوة
عاود الصمت قليلا وسط نظراتها المتعجبة حتى قطع الصمت بعدما أخبر ذاته أن ذلك الصواب فقال سريعا
ما رأيك بالزواج بي....المشهد الثامن
رفرفت بأهدابها عدة مرات لتستوعب تلك القنبلة التي ألقاها في وجهها وقد اتسعت عيناها في صدمة شديدة وشل تفكيرها تماما ثم قالت في ذهول
ماذا! ماذا تقصد...زواج ماذا!!!
كادت أن تنفلت ضحكة منه على مظهرها ذاك ولكنه تنحنح ثم اصطنع الجدية قائلا
نتزوج..أنا وأنت
عاودت التحديق فيه ببلاهة فهزت رأسها عدة مرات لتشوش أفكارها من جملته المباغتة ثم هدرت به
زواج ماذا! هل جننت أنت الآخر!!
تأفف بنفاذ صبر للسانها السليط ثم حذرها قائلا
لا تطيلي لسانك !
جن چنونها من بروده ذاك