سنيوريتا
إلى هنا وكشفتي الأمر رغم تحذيري!
ضحكت والدته قبل أن تقول
الصدف يا بني كانت سمر تريد أدوات التنظيف ورؤية الفئران أيضا فعندما دخلنا وجدنا السيدة علياء هنا
خطت ليالي حتى وقفت جواره ملاصقة له فحدق هو بسمر في غيظ شديد بينما يصر على أسنانه فتظاهر ببسمة خفيفة وتمتم من بين أسنانه
اللعڼة على الإناث التي تأتين علي بالخړاب
حسن حديثك عن النساء وإلا قتلتك
حدق فيها بنظرات مغتاظة تشع وهجا غاضبا ثم ضغط بأسنانه على شفته بقوة ليقاوم غضبه وقد لعڼ اليوم الذي رآها به مرارا....
المشهد السابع
وأنت ماذا تدرسين يا علياء
لقد أنهيت جامعتي فنون تطبيقية قسم ديكورات
ما شاء الله حفظك الله يا بنيتي
مال عثمان في تلك اللحظة نحوها وتساءل
هل درستي ذلك القسم بالفعل
ضغطت على شفتيها ثم أجابته بنفاذ صبر بنبرة خاڤتة حتى لا يسمعهما أحد
بالطبع لا أيها الأحمق!
إن أطلتي لسانك أكثر أقسم أني سأقصه لك حتى تصمتي تماما
رمقته بنظرات متحدية ثم أجابته وقد تغلب كبريائها عليها
وهل تظنني سأرتعب من تهديدك أيها الفظ!
بادلها ذات النظرات ثم تشدق بسخرية
أفضل أن تأخذي الأمر بجدية لأني سئمت من طوله ذاك الذي تخطاك
بلى أستطيع
لا
بلى
قلت لا!
ابتسم بإصفرار وأردف بينما يحدق بعينيها مباشرة
وأنا قلت بلى هل تريدين أن أثبت لك
كادت أن تفتح فاهها للرد عليه وتوبيخه لكن قاطعما صوت سمر الممتلىء بالغيرة
عن ماذا تتهامسان هكذا!
فتشدقت ليالي ساخرة لتستفزها
وماذا سيكون غير العمل يا آنسة سمر!!
ضمت شفتيها بعدما استطاعت استيقاد ڠضبها وتمتمت محدثة نفسها
حملقت فيها ليالي لفترة قصيرة قبل أن تلتفت برأسها لعثمان وقالت هامسة في تهكم
أقسم أن نيران الغيرة تشتعل من عيني تلك الفتاة
فأجابها بالنفي رافضا تصديق الأمر أو محاولا الهرب منه
لا تبالغي في الأمر!
سترى أني على صواب بالنهاية
تقوس ثغره بابتسامة متهكة ثم قال
كف عن تلك الثقة العمياء في ذاتك
بادلته ذات البسمة وحدقا في عينين بعض مطولا ثوان وعادا يتحدثان مع أفراد العائلة عن التغييرات الكاذبة في الغرفة ولم يخل ذلك من المعارك الخفية بينهما....
إلى أين إذا
قالتها ليالي بينما كانت تسير مع عثمان خارج المنزل بعدما أخبرتهم أنها يجب أن ترحل لأن لديها العديد من الأعمال حتى لا تنكشف خدعتهما أمامهم ويعلموا أنها قضت ليلتها هنا من البداية فهز عثمان رأسه بقلة حيلة ثم قال
لا أعلم لن تستطيعي البقاء في الغرفة بعد أن كشفنا وأيضا ستخافين إن بقيتي في الورشة بمفردك
وصلا أخيرا إلى الورشة فتوقفت هي عن السير بعدما عبست ملامحها قليلا ثم قالت بنبرة خاڤتة
أظن أن هذا نهاية لقائنا
قطب جبينه بتعجب شديد ثم تساءل في حيرة
لا أفهمك ماذا تقصدين!
تنهدت مطولا تقاوم ذلك الشعور داخلها الذي لا تعرف ما هو فقالت بابتسامة خفيفة
ينبغي علي الرحيل سأبحث عن مكان آخر لأمكث به وربما سأعود إلى منزلي
وماذا عن الرجال
ضمت قبضتها ثم وكزته بخفه في زراعه وقالت مازحة
لا تقلق سأتدبر أمري لقد مررت بأسوأ من ذلك
في البداية تردد على موافقتها الأمر فقلقه عليها كأنثى وحيدة يتفاقم داخله لكن بالنهاية هز رأسه بالإيجاب فزادت هي من ابتسامتها قليلا
أعتذر عن كل ما بدر مني
بادلها الابتسامة أيضا وعلق عليها قائلا
وأنا أيضا أعتذر عن فظاظتي يا علياء
كادت أن تضحك من اسمها الخاطئ الذي يتلفظه دائما ولكنها تحكمت بذاتها فمدت كفها له تنوي مصافحته وقالت
سررت بمعرفتك يا سيد عثمان
فصافحها هو الآخر ثم قال بنفس نبرتها
وأنا أيضا سررت بمقابلتك يا سيدة علياء
حدقت بعينيه لفترة من الوقت قبل أن تتدارك ذاتها ثم ابتعد عنه للوراء بضع خطوت ومن ثم التفتت ناوية الرحيل بعدما أشارت له بكفها بالوداع فبادلها هو الآخر الإشارة وظن أن ذلك نهاية علاقتهما ببعض...هكذا ظن..
لكن القلق غزا قلبه ففكر أن يطلب منها رقم هاتفها فقط للإطمئنان عليها حتى يقل القلق فطفق يهتف باسمها قائلا
علياء...انتظري
لكنها لم تستمع له بسبب أصوات السيارات فسار بخطى مسرعة خلفها حتى يستطيع اللحاق بها وللحظة ارتجف قلبه بفزع بعدما رأى تحرك رجلان خلفها خرجا من إحدى البنايات فأسرع من خطواته بعدما تملكه الړعب وعلم أن ظافر ذاك يعرف مكانها ولن يتركها لحالها خطواته السريعة صارت ركضا فلمحها تدخل إلى أحد الشوارع الجانبية وخلفها الرجلين.
سارع باللحاق بها حتى أبصر اقتراب الرجلان منها فعاد يصيح قائلا
علياء...انتبهي!
التفتت تلك المرة على صراخه بعدما وصله إلى مسامعه فأبصرت الرجلين خلفها تماما ابتلعت غصة متوترة