غريبه
انت في الصفحة 2 من صفحتين
بعد الاجراءات الرسمية المعتادة لأي خطوبة ممكنة من تعارف الأهل والاتفاق على المهر والسؤال عن الخاطب وأهله لم يتصور ناصر كم السعادة الهائل الذي غمره بأن وفقه الله في الحصول على فتاة أحلامه أصبح الهاتف لا يفارقهما ليل نهار يتحادثان حيث أن ناصر يضطر للسفر بين ارجاء البلاد لجلب التحصيل المالي لشركته بين الحين والآخر فإن لم يستطع رؤيتها يكون الهاتف هو وسيلة الاتصال الدائمة بينهما حتى أنها قالت له مرة ممازحة اياه إن مت يا ناصر فوصيتي أن ټدفن الهاتف معي أرجوك فهو أثير روحينا لقد ڠضب وقتها لأنها ذكرت المۏت وقال لا حرمني ربي اياك غاليتي لكنها بقيت تكرر هذه الوصية في كل مناسبة تسنح لها حتى أنها رجت أهلها مرة بأسلوب دعابي أنني إن مت ادفنوا هاتفي معي داخل كفني ڠضبت والدتها لحظتها وقالت لها ألا تكفين عن ذكر المۏت وكأنها كانت تشعر شاء القدر في إحدى سفرات ناصر للعمل أن تذهب للتسوق بغية التحضير لزواجهما مع والدتها وأثناء قطعهما الشارع تتفاجىء بسيارة مسرعة أوشكت على دهسها بل لامستها لولا تدارك السائق للأمر وسيطرته على كوابح السيارة ورغم ذلك تسقط على الأرض مغشيا عليها يسعفها السائق مع أمها التي كانت برفقتها والدموع تنهمر من عيون الأم يذهبون للمستشفى الأقرب تبقى في غرفة الطوارىء چثة هامدة ويقرر الطبيب بعد استكمال الفحوصات ليلة كاملة بأنها تعرضت لنوبة قلبية أودت بحياتها خبر صعق أهلها ناصر ليس هنا يرن على أمها لأنها لا ترد عليه والأم في حالة يرثى لها تحضر ترتيبات ډفنها والأم تقبل جبينها قبل تكفينها وفي يديها هاتفها وهي تودعها قائلة وكأنك شعرت وكنت تودعيننا و وضعت الهاتف بين يديها وتقول لقد نفذت وصيتك يا صغيرتي ټدفن المسكينة تلك الليلة دون إخبار ناصر فقد رفض أهله وأهلها اخباره خوفا عليه من الصدمة فيعود سائقا دون وعي منه لكنهم صعقوا بعد ډفنها بقليل بحضوره مكان المقپرة وهو ېصرخ تبا لكم لماذا أخفيتم عنيلماذا حرمتموني من نظرة وداع أخيرة لها! كان مڼهارا فقد أخبرته أخته الصغيرة بعد الحاحه عليها فحضر مسرعا فقد عقله من هول الصدمة وبدأ برفع هاتفه أمام الجميع ويخاطب الهاتف قل لي ما حاجتي بك بعد الآن يرن هاتفه يظهر المتصل حبيبتي ېصرخ انها من يرن لم يصدقوه وبدأوا بالشفقة عليه لقد جن لقد جن يقسم لهم سهى ترن علي ويفتح السماعة الخارجية بدأ البعض بالتراجع للخلف خوفا مما يحدث تناديه بصوت منخفض ناصر أين انا إنني أختنق العتمة مخيفة لولا اضاءة الهاتف يصعق الجميع ويكبرون البعض يغادر خوفا يترك ناصر الهاتف ويهرع نحو القپر لنبشه يساعده والدها واخوتها وكل الرجال والتكبيرات تعلو وعند اخراج جسدها المكفن