الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

من نبض الۏجع عشت غرامى

انت في الصفحة 38 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز


تحت قدماها يهدئونها وهي في عالم أخر
مر يومان على تلك الأحداث ومنزل سلطان كله حزن شديد بسبب ماحدث ولم يلبث عمران أن يفرح بشفاؤه حتى أحزنهم والده 
يجلس في الاسطبل الخاص به يفكر كيف تكون تلك الملعۏنة من عائلتهم والأدهى من ذلك زوجة أبيهم 
شعر بالحنين تجاه سكون وقرر أن يحادث والدتها ويستئذنها أن يخرجوا سويا كي يتحدث معها فيما يؤرقه فهو على ثقة أنه سيرتاح في الحديث معها بشدة 

وبالفعل قام بمهاتفتها وردت عليه بود 
ازيك ياعمران عامل ايه ياولدي 
أجابها بحنو
الحمدلله ياخالة كيفك انتي اتوحشتكم والله 
إحنا بخير ونعمة يا حبيبي ايه من يوم ماكتبت الكتاب محدش شافك ان شا الله تكون بخير 
أنا زين ياخالة بس كان عندي شغل كتير متعطل فانشغلت فيه اعذريني 
بقول لك ايه ياخالة بستئذنك هاخد سكون ونخرج شوي هفرجها على شوية موبيليا اكده لشقتنا علشان تختار هي 
امائت به بموافقة
ومالو ياولدي هي مرتك ومحدش هيخاف عليها قدك بس ابقي هاتها وتعالى اشرب الشاي وياي اني حبيت قعدتك ياولدي 
وافقها على طلبها قائلا
والله إنتي اللي مينشبعش منك ياخالة من عيني حاضر 
منحرمش منك أبدا ياحبيبي ابقي سلم لي على الحاجة زينب والحاج سلطان 
أغلق الهاتف معها وصعد سيارته وذهب إلى المشفى دون أن يهاتف سكون فهو يحبذ أن يجعلها
مفاجأة فذاك موعد خروجها 
وصل إلى المشفى وهبط من سيارته ووقف مربعا ساعديه أمام صدره وانتظرها مر عشر دقائق ووجدها تخرج من المشفى بطلتها الجميله الهادئة 
فور أن خرجت سكون وخطت بضع خطوات نظرت في المكان تتفحص الطريق وجدته واقفا ينظر إليها نظرته المحببة إلى قلبها 
ابتسمت تلقائيا فور رؤيتها له ودق قلبها پعنف وودعت صديقتها وأسرعت خطواتها كي تصل إليه وصلت بخطواتها المتعجلة وتحدثت
ايه المفاجأة الحلوة داي تصدق ياعمران ياما حلمت باللحظة داي اني أخرج الاقيك واقف مستنيني قدام المستشفي وتصدق كماني مكنتش متخيلة أنها هتبقى حلوة اووي اكده 
أشار اليها بيداه بتمهل 
ياواش ياواش بالراحة علي اكده ياسكوني تصدقي إنتي كمان اني مكنتش أتخيل اني ممكن أجي استني حبيبتي قدام مكان شغلها وابقي متلهف لشوفتها بالطريقه داي 
أمالت رأسها قليلا وأردفت بابتسامة حالمة زينت وجهها الجميل
بجد ياعمران أني حبيبتك
اتسعت عيناه واردف مندهشا
وه لسه بتسألي إذا كنتي حبيبتي ولا له !
واسترسل بعيناي عاشقة وهو يتفحصها بوله 
ده إنتي مش بس حبيبتي ده إنتي روح الروح ونبض العمران 
أغمضت عيناها وهي تستمتع بسحر كلماته ونست الزمان والمكان ثم فتحتهما وحركت شفتيها بدلال
وانت قلب سكون من جوة وكل آمالها 
واسترسلت باستفسار
ها مقلتليش على وين رايح اكده وراك شغل في مصر تاني وجاي تودعني قبل ماتسافر 
حرك رأسه بنفي وأجابها مبتسما وهو يمد يده إليها 
له جاي آخد مرتي اللي مشفتهاش من يوم كتب كتابنا ولا خرجتها نخرجوا نشموا هوا مع بعضنا ينفع ولا له 
نظرت إلى يداه الممدودة لها وخجلت أن تمد يداها له وهم في الشارع وتلفتت يمينا ويسارا خوفا من أن يراها احدا وكأنها تفعل چريمة 
فعبس وجهه وتمتم بضيق مصطنع
وه هفضل مادد يدي كتير ولا ايه ياسكون أني جوزك على فكرة لو ناسية يعني 
مدت يداها ببطئ وسكنت يد عمرانها الذي ماإن لامست يداه يدها شعرت بمشاعر متضاربة داخل جسدها الصغير فقط من مجرد لمسة يد اما هو أحس بالقشعريرة كالكهرباء شعورا لم يزور جسده من سنوات 
شعرت بضغط يداه على يدها ولاحظت شروده فتحدثت وهي تتلفت يمينا ويسارا مرة أخرى
هنفضل واقفين في الشارع كتييير 
جذبها برفق من يداها وفتح باب سيارته وأدخلها برقة وأغلق الباب ثم ذهب الي الناحية الأخرى وصعد سيارته واغلق الباب ونوافذ السيارة بإحكام وأول شئ قام بفعله 
أمسك يداها وجذبهما ناحية شفتاه وقبلهما قبلة عاشقة أشعلت النيران داخل كليهما 
سحبت يدها من يداه بخجل وهي تردد بخفوت
مينفعش اكده ياعمران إحنا في العربية وكماني إحنا لسة في حكم المخطوبين 
لم يعجبه حركة سحب يداها وجذبها مرة أخري وأشبكها بين أصابع يداه بتملك وتحدث ملاما


________________________________________

لها
أني جوزك ياسكون ومتشليش يدك من يدي خالص وبعدين أني ماصدقت حسيت بدفاهم 
قال كلمته الأخيرة ونظراته تحولت لحزن شعرت به سكون فسألته 
مالك ياعمران 
حاسة إنك شايل هم تقيل أووي فوق قلبك شاركني همك اني دلوك نصك التاني 
وكأنها بكلمتها تلك ضغطت على وجيعته وانطلق لسانه ينطق شكواه 
ابوي الحاج سلطان هيتجوز 
وضعت يدها تكتم شهقتها من أثر ماستمعت إليه وهي تردد بذهول
يتجوز على ماما الحاجة زينب !
ليه اكده ومن مين 
أجابها وهو يستند برأسه على كرسي القيادة 
من الملعۏنة وجد أرملة عمي قال ايه علشان صغيرة ومعاها أرضنا ومش عايزها تروح للغريب 
طيب وماما الحاجة كيفها لما سمعت الخبر المقندل ده 
نظر الى اللاشئ واصفا حالة والدته 
طلبت منيه الطلاق وهو تو ماسمعها قالت اكده عينك ما تشوف إلا النور ڠضب ملهش اخر وه ددنا انه هيعمل اللي في دماغه وإنه بيخبرنا بس ورأينا ملهش عازة نهائي 
واستطرد بحزن 
ومن وقتها وأمي حاب سة حالها في الأوضة ومبتكلمش حد ودموعها على خدها مبتنشفش 
قلبت عينيها بحزن على حالتها ورددت وهي تشفق عليها
ياعيني عليكي ياماما الحاجة بعد العمر ده كله جوزك يجيب لك ضرة ومن بتت قد بناتك 
واسترسلت بتساؤل 
طب هيسكنها فين ياعمران هيجيب لها بيت لحالها أكيد 
حرك رأسه مجيبها نافيا
لااا هيسكنها في البيت ويانا فضى لها أوضة وبقي يجهز فيها من عشية ولا هامه امي اللى راقدة في أوضتها وحالتها تصعب على الكافر داي حتى يامؤمنة مدخلش يطيب خاطرها بكلمة وكأن الملعۏنة داي لحست له عقله 
شردت سكون وهي تفكر في كلامه ولاحظ عمران شرودها فسألها بجبين مقطب 
مالك ياسكون رحتي فين إنتي مش معاى وأني بكلمك 
أنهى كلامه وهو يشير بيده أمام عيناها 
رأت يداه فهتفت 
ها كنت بتقول ايه 
لاااا إنتي مش معاى خالص ياداكتورة جملة حزينة نطقها عمران لعدم انتباه سكون معه وأعاد سؤاله مرة أخرى
رحتي فين وسرحتى لوين اكده 
تحمحمت وابتلعت أنفاسها بصعوبة وأردفت بنبرة متوترة وعيون زائغة 
هو يعني يعني إنت ممكن تتجوز علي في يوم من الأيام وتقول لي الظروف حكمت باكده 
فور أن سمع سؤالها ضحك بشدة واستمر
ضحكه دقيقة كاملة نظرت إليه نظرة تعجب من حاله ونطقت باندهاش
وه هو سؤالي مضحك قد اكده ياسي عمران 
هدأ من نوبة ضحكه وتبدلت نظرات وجهه إلى اخرى عاشقة ثم اقترب بجلسته ووضع يداه على رقبتها وجذبها برفق حتى أسند جبهته بجبهتها وصار يتنفس أنفاسها مما جعلها متوترة بشدة من اقترابه لها 
حاولت التملص من يداه لكنه كان محكما يداه لها مانعا إياها من الهروب وفشلت محاولتها في الإفلات من يداه 
ثم تحدث بنبرة تقطر عشقا
هتجوز عليكي كيف وأني عاشق وعشقك وطني إنتي متعرفيش أني عانيت قد إيه علشان تبقي بين ايدي وحاسس بالإحساس الجميل ده في قربك ياحبييي 
متقلقيش عليكي وانتي بين ايدين عمران وطمني قلبك وحالك انك بين ايدين أمينة هطبطب عليكي وقت حزنك وهتدفيكي وقت تعبك 
اوعدني ياعمران وعد العاشقين انك عمرك ماتعمل فيا اكده 
قبلها من جبهتها وهتف بعشق 
أوعدك بعمري كله انك هتبقي أيامه ولياليه وحدك ياسكون 
أوعدك اني طول مانا عايش على وش الدنيا وفيا نفس إن قلبي مهيدقش لغيرك ياحبيبي 
طمني قلبك وخلي عندك ثقة في عمران ان لو الدنيا انتهت والقيامة قامت وحتى لو بقينا شيب والشعر الابيض غير ملامحنا ان مفيش غيرك ياحبييي عشق العمران 
طيب ممكن انزل اركب عربيتي وأروح بقى علشان امي متقلقش علي 
وداي تفوت عمران ولد الأصول اني اتصلت بيها وخدت الإذن منيها اني اخدك وأخرج نبص على عفشنا اكده علشان تختاري الأوضة بتاعتك اللي هتجمعنا كمان شهر بالتمام ياحبيبي 
أنهى كلماته بغمزة من عيناه وهو يشعر بالنشوة داخله تجاهها أدارت رأسها جانبا وهي تبتسم بخجل من تلميحاته التى وصلت إليها ثم أردفت 
تمام يالا بينا ياعريس علشان نلحق وقتنا ومنتأخرش 
قوس فمه بانزعاج مصطنع 
وه لحقتي زهقتي من قعدتنا ويا بعض ومستعجلة أوي اكده على فوتة عمران 
حركت رأسها برفض وعللت موقفها بقسمها 
له والله العظيم كل الحكاية علشان الحاجات داي بتاخد وقت مش اكتر 
ابتسم بحنو ثم قاد سيارته وانطلقا إلى محلات الموبيليا المشهورة في قنا وهم يقضون وقتا سعيدا في حب وغرام
جوار بعضهم
يجلس سلطان ووجد في حديقة منزلها يتحدث معها بسعادة وكأنه رجع ابن الثلاثين عاما
أديني اهه وفيت بوعدي معاكي علشان متقوليش سلطان مش قد كلمته وبدأت توضيب الأوضة ها جهزتي حالك ياعروسة ولا لسه 
اصطنعت الخجل وأجابته 
منحرمش منيك يابو عمران متقلقش اني جاهزة وقت ماتقول يالا نتمموا 
وتابعت كلماتها وهي تمتثل الحزن الشديد متسائلة 
بس أني خاېفة من رد فعل ولادك وأنهم أكيد مش هيقبلوا الموضوع بالسهولة داي وأكيد دلوك هيول عوا مني ومش طايقين سيرتي ولا حتى شكلي 
أشاح بيديه بإهمال وأجابها
لااا ميكونش في بالك الموضوع ده بكرة ياخدوا عليه والموضوع في أوله صعب لكن هيتعودوا وبعدين بكرة رحمة تتجوز وعمران اهه خلاص بيشطب شقته وفرحه قرب وهينشغل ويا عروسته ومش هتلاقي حد يضايقك 
انفرجت أساريرها ولكنها تمتمت بخفوت 
طب والحاجة زينب مجبتش سيرتها خالص 
أجابها بثقة
لاا زينب داي متشليش همها خالص كانك متوعيش لطيبة قلبها وسماحة وشها وعقلها اللي يوزن بلد 
هتزعل شوي وبعدين هتاخد على الوضع وخاصة لما تلاقيني بعدل بيناتكم ومش مقصر في حقها أه اني راجل بخاف الله ولا يمكن أظلم أبدا 
مطت شفتيها بسخرية وهي تدير وجهها للناحية الأخرى كي لا يراها ثم أعادت وجهها إليه وبدلت نظراتها الي أخرى خجلة لونتها في لمح البصر فهي حرباء لا تفرق عنها شيئا وأردفت 
طيب هو انت مش هتبلغ أهل البلد وتعمل ليلة اكده ولا هتتجوزني سكيتي 
أنهت كلماتها وامتثلت الحزن ولكنه رأى حزنها وطمأنها 
إزاي يعني مبلغش ومعملش ! داي على رأي سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا نكاح لاسفاح هعلن طبعا وهعمل حاجة على الضيق اكده وتبقي من باب الخير لأهل الله 
أنهى طمأنته واستند على عصاه وقام من مكانه منتويا المغادرة وهو يسألها 
معايزاش حاجة ابعتها لك ياعروسة 
زينت الابتسامة المصطنعة وجهها و أجابته
معايزاش حاجة غير سلامتك ياسلطاني 
اتسعت مقلتي سلطان من نعتها له وأردف 
وه سلطانك 
قامت من مكانها
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 115 صفحات