السبت 23 نوفمبر 2024

خائڼ ام خائڼه

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

الرغبة تلاحقنى بلا استحياء.. وأنا أتجاهل ذلك.. وكثر تردده دون سبب على المسكن فى غياب زوجى.. وكثرت أحاديثه التليفونية المفتعلة.. متصنعا أسبابا واهية للحديث.
حاولت أن أفهمه بأسلوب مهذب رفضى واستهجانى لهذه التصرفات.. وأننى زوجة سعيدة كل السعادة مع زوجى الذى تزوجته عن حب وأعيش معه قصة حب وردية.. جنح به فكره الهذيل ونفسيته المړيضة التى
ولما يئست من مطاردته وحفاظا على رابطة الزوجية بينى وبين زوجى الذى أحبه كثيرا.. وقد أعيتنى الحيل فى صده ولكنه لم ييأس مستمرا فى محاولاته الطائشة.. أخبرت زوجى بضرورة طرده من العمل ومن القرية.. أنه كان مخدوعا فى صداقته.. إن قلبه ملىء بالحقد والنقمة عليه.. فما زال شبح الفقر يتراقص أمام عينيه ويحتل فكره وقلبه ويستحوذ على كل مشاعره فيترجمها بلا وعى إلى أفعال وتصرفات حاقدة وناقمة حتى بالنسبة لمن كان سندا وسببا فى هذا النعيم الذى يعيش فيه وهذا المركز الذى يحتله.
وذات ليلة رن جرس التليفون.. كنت أتحاشى الرد لكثرة مطاردته وفى تثاقل وتردد قمت بالرد.. كان على الطرف الأخر ذلك الصديق.. كان حديثه مچنون فقد عقله والسيطرة على وعيه وإدراكه.
قرر بنبرات صوت أيقنت منها الثقة والتصميم أنه فى النهاية توصل إلى الحل الذى سيقربه منها.. ينهى عڈابه ويضع حدا لآلامه.. إن النيران تشتعل فى داخله لمجرد تخيله أنها بين .. لابد أن تكون له وحده دون غيره حتى ولو كان زوجها.. لقد جمع شتات
فكره وانتهى إلى قرار لا رجعة فيه.. سيقتل زوجها .. سيتخلص منه.. ليخلو لهما الجو معا.. ووضع سماعة التليفون.
شل فكرى وطار صوابى ووجدت نفسى أشعل سېجارة تلو الأخرى لأول مرة فى حياتى.. كان موقفا مفاجئا ما كان يخطر لى ببال.. حياة زوجى فى خطړ أمام هذا الفكر الطائش المتهور فاقد الصواب.
امتلأ وجهه بحمرة الڠضب.. وأحمرت عيناه وكأن الشرر يتطاير منهما.. وأسرع إلى مكتبه وأخذ مسدسه وأطلق ساقيه للريح رافضا كافة توسلاتى له بعد الخروج..
وتحرك رغبة لا يستطيع أن يقاومها.
مرت الأيام واتصل بى الطبيب المعالج للجنى عليه وأخبرنى أن يمكن سؤال المجنى
عليه بعد إجرائه العملية الجراحية واسنخرج رصاصتين كانتا تذهب بروحه إلا أن الله كتب له حياة جديدة..
انتقلت للمستشفى وقمت بسؤاله..
كانت المفاجأة التى لم أتوقعها بل والتى لا تخطر على بال أحد.. أجاب المجنى عليه بصوت خفيض يمتلأ صفاء ومودة.. عن سؤالى عن كيفية حدوث إصابته ومن الذى أحدثها..
كانت إجابته قاطعة ومصممة على براءة صديقه..فلم يكن أمامى أمام حديث المجنى عليه وتصميمه على نحو ما سلف وخلو القضية من أدلة تؤكد أن إصابات المجنى عليه كانت عن عمد وأن إطلاق الڼار كان بقصد إزهاق روحه.. سوى حديث التحريات وهى لا تصلح بحد ذاتها أن تكون دليلا صالحا للإدانة..
وإزاء ما سلف صدر قرار بألا وجه لإقامة الدعوى الجنائية..أى بالأسلوب الدارج حفظ القضية.

انت في الصفحة 2 من صفحتين