كانت تركض فى اورقة المشفى
صمت رهيب ثم القى عليها تحيه المساء وتحرك الى الغرفه التى يقضى بها لياليه من وقت زواجه منها فاقت من ذكرياتها ... على صوت انفتاح الباب
فى نفس الوقت كان سلطان جالس بالغرفه على الأرض بجانب باب الغرفه يستمع الى صوت حركتها فى المطبخ ولا يستطيع الخروح ... تذكر امس ... وتلك التى ردت الى قلبه نبضه.... لولى ذلك الطعم المالح لدموعها ... الان هى خائڤ حقا ... هل کرهتها ... ام خاڤت منه ... هل شعرت بالتقزز والقرف .... لا يعرف ويبدو أنه لن يعرف ابداى... وها هو يجلس هنا خائڤ من المواجهه.... ماذا يفعل ... كان هذا السؤال هو ما يشغل باله
كانت تقف فى مواجه الثلاجه تخرج منها بعض الأشياء
تنحنح بصوت منخفض ثم قال
صباح الخير
التفتت اليه مع ابتسامه مشرقه واجباته قائله
صباح النور .... اتخرت فى النوم ... على العموم الفطار جاهز جهز نفسك علشان تفطر وتروح الورشه
انت بتسربى قطه.... متقلقيش الصنيعيه هناك .. الورشه مش مقفوله
اومئت بنعم وبدأت فى تريتب الأطباق على الطاوله ... سحب سلطان الكرسى وجلس وهو يقول
تسلم ايدك
تسلم من كل شړ
عم الصمت قليلا من الوقت حتى تكلمت هى قائله
سلطان ....
رفع عينه اليها فى اهتمام وقال
ارتبكت قليلا وظلت تفرق يدها ... سبت نظره عليها دون كلمه اخرى فى انتظار ان يستمع الى ما تريده ... واه من ما ستقول .. قلبه ينتفض قلقا ..
تهدت بصوت عالى .وذكرت الله فى سرها وقالت
انا .... انا.... انا عارفه انك صابر عليا وده من كرم اخلاقك ... عارفه ان ليك حقوق وانى مقصره معاك ... بس انا .... انا. انا بدأت احس معاك بالامان .... انت طيب اوووى .... و..و ... حنين و. انا كنت عايزه اقولك يعنى ... ان انا .... انا
وووو يعنى ممكن ترجع تنام فى سريرك يعنى
انا هعمل شاى
ووقفت سريعا بخجل واضح
ابتسم سلطان فى سعاده ... تنهد براحه واغمض عينه بشعور بالراحه ثم وقف على قدميه واقترب منها
تعرفى انا اول مره شفتك فيها امتى
هزت راسها بلا والخجل سوف يجعلها تتلاشى
اول يوم ولدك اشتغل مع والدى كنتى معاه .. ومن وقتها وانا اتعلقت بيكى ... حسيت انك جيتى الورشه علشان تسرقى قلبى وتمشى ....
امسكها من كتفها وادارها لها اخفضت راسها سريعا تنظر الى الارض
.بصيلى يا رحاب
رفعت عينيها اليه فى خجل واضح
فقال بحب صادق ونظرات عاشقه
رحاب .... انا بحبك
نظرت اليه بسعاده حقيقه فمد يده من تحت ركبتيها وحملها وتوجه بها الى غرفتهم التى لم تجمعهم حتى الان وفتحها سريعا ودخل واغلق الباب بقدمه وتقدم الى السرير ووضعها عليه بحب واضح ونظر اليها واقترب ولكنه نادها برجاء
كانت بطه بمطبخ بيتها وتجلس امامها حامتها تلوى فمها بعدم رضا و تتكلم بعصبيه واضحه
عقلى جوزك يا بطه ميراث ايه ده الى عايز يدهولها ولا انت الى مطلعها فى دماغوا علشان بقت مرات اخوكى
رفعت بطه حاجبها بغل واضح فمن وقت اكتشاف حسن ان رحاب زوجه سلطان هى ابنه عمته الغائبه ... وهو يحسب كل اموالهم حتى يحدد ميراثها ... ومنذ ذلك الوقت وامه غاضبه ... وتتهمها هى ولا تعرف سبب لذلك ... او لكل تلك الثوره التى تشتعل بداخل تلك العجوز ...
تكلمت بطه قائله
وانا مالى يا حماتى ... هو ابنك مش راجل ولا ايه ولا هو بيمشى بكلام الحريم ... انا مليش دعوه بالموضوع ده لا انا ولا اخويا
مصمصت العجوز شفاهها بحركه شعبيه معروفه وقالت
ماشى يا بطه يس طول ما انا عايشه لا انت ولا اخوكى هطولوا منى ولا من ابنى مليم واحد ..اه
اقتربت بطه منها پغضب مصتنع وبيدها السکين لمعرفتها ان حماتها لا تقوى على فعل شئ سوى الكلام فقط
انتبهت حماتها لها وليدها ورتعشت نظراتها وتراجعت فى جلستها قليلا للخلف
حين وقفت بطه امامها قائله
حماتى انا على اخرى منك ومن ابنك ... ارحمينى بدل ما يتحرموا عليكى انت وابنك .
وتركتها وعادت الى عملها وكأنها لم تكن على وشك قتل تلك العجوز بازمه قلبيه .
الفصل الرابع عشر
عندما عاد حسن من العمل كان مجهدا جدا .. ولكنه لم يكن يعرف انه ينتظره حرب كبيره
عندما خطى اول خطواته داخل البيت وجد امه جالسه على الكرسى المواجه للباب وحين لاحظت وجوده بدأت بالبكاء بصوت عالى ... والدعاء على نفسها ... استغفر فى سره وتقدم منها وربت على كتفها وجثى على ركبتيه امامها وقال
مالك بس يا امى فى ايه
رفعت صوت بكائها ..وقالت
مراتك يا حسن مراتك كانت عايزه تموتنى ... قالتلى انها عايزه تخلص