من نبض الۏجع عشت غرامى
شفقة منك ليا علشان اقدر اتخطاكي يارحمة
أنهى كلماته الموجعة لروحه وغادر المكان الذي يشعر فيه بالاخت ناق منذ أن علم أن حبيبته تعشق من له الفضل عليه وجعله بذاك النجاح بعد فضل الله
أما هي ارتمت على الكرسي الموضوع تشعر بالخزي من حالها انها جرحت اعز الناس على قلبها وعيناها تلتمع دمعا على حالها فالذي أحبته لم يحبها والذي عشقها لم تراه وتألم قلبها ونبضه من الۏجع يضرب في قلبها مرارا كالعلقم
ولا يتبقي احد فقط السكون التام وصوت قطرات المطر تطرق النافذة لتذكرها بليلة ما في ذات الأيام تقف صامتة و ما اقسي هذا الصمت التام وما أجمله
صمت مخيف وضجيج كبير داخل قلبها المحمل بذكريات يوقظها المطر مع كل قطرة تتساقط علي يدها الممدودة
أرواح من يراقبونا بصمت ولهفة من يستجدى الذكرى
الشارع خال الكل نيام وهي وحدها مستيقظة تراقب المطر وتسمع صوت طرقاته علي النافذة وكأنه يرسل اليها رسالة مشفرة تخترق قلبها ليذكرها بحلم تلاشي وحب ضائع وحزن يهاجمها عندما تتذكر كم من شتاء مضى على تلك الليلة التي أثرت في عمرها كله وجعلتها تحتقر حالها بشدة
ساعة كي يصل إلى المنزل فسيارته متعطلة ولم يجد أي وسيلة مواصلة
صعد إلى المنزل وفتح باب شقته بأصابع ترجف ۏجعا وهو لم يشعر بأطرافه من شدة البرودة نظر الى أرجاء منزله الذي اصبح متسخا من كل مكان ورائحته النتنة قد عبئت المكان بعيناي يكسوها الاشمئزاز
لم يجد مأوى ولا ونيسا ينجده من حالته تلك غير النوم فقد سحبت عيناه التي لم يستطيع فتحها من شدة السخونية التي اجتاحت جسده بأكمله
وأتى الصباح بشمس أضائت الكون وأنارته وبدأت في إزالة آثار المطر التي لطخت الشوارع وعلمت فيها
فتح مجدي عيناه بثقل وجسده متسمر في التخت ولم يقوى على الحراك مد يداه والتقط هاتفه وقام بمهاتفة أخيه الذي اجابه
كيفك يامجدي وكيف احوالك
خرج الكلام من شفتاي مجدي منقطعا
الحقني ياخوي اني تعبان قوي من عشية ومقادرش اتحرك من مكاني هات المفتاح اللي انا سايبه معاك وهات دكتور بسرعة وتعالى لي
كاد عامر أن يتحدث ولكنه استمع الى الهاتف سقط ارضا من يد أخيه فقام سريعا من نومه وارتدى ملابسه وأخذ المفاتيح وهاتفه ونزل إلي أخيه في سرعة البرق
وصل إليه ودلف الى الغرفة وجد أخيه مغشيا عليه حاول افاقته ولكنه لم يستطيع وفورا هاتف الطبيب الذي أتى على عجالة من تكرار عامر لرناته
بعد حوالي تلت ساعة أتى الطبيب وقام بفحصه ثم تحدث لعامر وملامحه منزعجة
اخوك حالته صعبة جدا جدا ولازم يتنقل المستشفى فورا
دب القلق في أوصال عامر وتسائل
ماله ياداكتور دول شوية برد عاديين
حرك الطبيب رأسه برفض واجابه
لا مش برد عادي تقريبا هو عنديه ربو على صدره ودور البرد بقاله كذا يوم وهو همل في نفسه لحد ماتقلب لحمى ولازم يتنقل المستشفى حالا
انقلب وجه عامر رع با ثم تمتم
طيب هنقله حالا في عربيتي بس حضرتك هتاجي ورانا ولا هتعمل ايه
اجابه الطبيب وهو يلملم أشيائه
أه طبعا جاي علشان هباشر على حالته بس بسرعة لأن مفيش وقت
قبل أن يحمله عامر حذره الطبيب وهو يمد يداه
استني عنديك خد البس الكمامة داي والجواندي كمان علشان اللي عنديه معدي
أخذ منه الكمامة وارتداها وكذلك الجواندي وحمله تحت ابطه وهو في عالم أخر لايشعر بشئ كان عامر ينظر إلى أرجاء المكان المبعثر وهو يتعجب على أن ذاك المكان الذي كان بمثابة الجنة من نظافته أصبحت حالته بهذا الشكل وكأنه صحراء جرداء
في غصون نصف ساعة نقله عامر الي المشفى العام بقنا واستلمه الأطباء كي يتعاملوا معه
أما هو وقف مكانه يفكر فيما آلت إليه حالة أخيه من وراء جموده وتصلب مشاعره
شعر بنغزة في قلبه وملامات شديدة كلما نظر في وجهه وتذكر مافعله به وما ارتكبه في حقه واتبع مسار الشيطان
وقف يجول بعقله سنوات مضت وهو يتذكر كيف أثرته ابتسامتها وضحكاتها وكلماتها التي اخترقت قلبه واتبع هوى الشيطان
عاد بذاكرته إلى أول مرة اخطأ فيها وانجرف وراء مشاعره دون حسبان لأي شئ
فلاش باك
ض رب زر الجرس بإصرار لأجل أن تفتح فهي تعلم من الطارق ثم دق
الباب بيداه مرددا
افتحي يامها اني عارف انك جوة وسمعاني وعارف انك مطنشاني واني مش ماشي من اهنه إلا لما أعرف مالك متغيرة اكده ليه
كان تقف وراء الباب وهي تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها لأجل أن لا يسمعها ولكن حينما سمعت شدة طرقاته اخافت أن تلفت أنظار الجيران ويسمع بها أحدا
فتحت له الباب وجذبته من يداه وأغلقت الباب وهدرت به بحدة
ايه الطريقة اللي انت بتخبط بيها على الباب داي ياعامر انت اتجنيت ولا جرى لمخك حاجه لما تسمع الناس بيا !
اقترب منها وهتف بحزن
مالك يامها كنتي بټعيطي ليه
مسحت دمعة فلتت من عيناها وأردفت بتوتر
ها مبيعطش ولا حاجة انت عايز ايه
أصر على سؤاله
لا كنتي بټعيطي وجامد كماني وباين على وشك الدموع وفي نبرة صوتك القهر احكي لي مالك وأني زي اخوكي
هنا اڼفجرت دموع عينيها وهي تردد من بين شهقاتها
تعبت ياعامر من
معاملة اخوك ليا مش موجود جمبي ولا حاسة إني ليا وجود في حياته من الأصل وكل لما اطلب منه الاهتمام يرمي لي فلوس ويقول لي اخرجي هاتي اللي نفسك فيه وكل تفكيره شغل وفلوس لما حسيت إني عايشة في البيت ده زي الكنبة والكرسي
كانت تشكي همها وهي تشهق بشدة من ذاك الإنسان الآلي التي تعيش معه ثم تابعت
وفي الاخر اكتشف إنه بياخد رشاوي وعمولات من الحړام وشغل من تحت الترابيزة زهقت اني وهو واتخانقنا بسبب الموضوع ده وقلت له بدال المرة ألف نعيش على قدنا ولا ندخل لقمة حرام بيتنا يقول لي ده شغل وبرضا الطرفين متشغليش بالك إنتي لحد ما تعبت وطلبت منيه الطلاق ماهو مفيش في حياتي حاجة تربطني بيه لكن امي وقفت في وشي وبهدلتني وأصرت اني اكمل معاه واني بدلع
ثم رفعت عيناها المغشية بالدموع وسألته
طيب بذمتك ياعامر مش هو اخوك وانت ادرى الناس بيه وبطبعه الجامد اني بفتري عليه وبتدلع
بقيت حاسة إني العيب فيا من كلامه وكلام امي وبقيت كارهة نفسي وشايفاني وحشة وبقيت بتمنى الم وت كل لحظة وثانية
لان قلبه لدموعه فهو يعلم طبع أخيه الجامد والمتصلب وهي لن تخترع ثم اقترب منها ومد يداه ومسح دموعها بحنان تفتقده من اقرب الناس إليها وهو يحاول تهدئتها
طيب معلش
________________________________________
متزعليش منيه وخليها عندي اني وكل لما تحسي انك زهقانة وهو ضاغط عليكي كلميني واني هجي لك نقعد مع بعض واخفف عنك وجعك إنتي متعرفيش غلاوتك عندي قد إيه إنتي بقيتي اكتر من اخت يامها
أحست بحنانه عليه وأنه الوحيد الذي تفهم تفاصيل مشكلتها وأنه الوحيد الذي طبطب على چروحها وصدقها بأنها لم تفتري عليه ولن تخلق أكاذيب من الهواء كما تنعتها والدتها وزوجها دائما وصعب عليها حالها وانف جرت في البكاء مرات ومرات لم تعرف عددها
كان واقفا أمامها قلبه يتق طع لبكائها ثم بحركة عفوية منه ألقاها الشيطان في أذنيه ظنا منه أنه يخفف عنها أمسك وجهها بكلتا يداه وباطنها تحتضن وجنتاها ويمسح دموعها بكلتا إبهامه وهو يحنو عليها
طيب معلش متعيطيش بقي دموعك بيقطعوا فيا وبيكرهوني في اخويا والود ودي اروح اخانقه علشان خاطرك
تخدر جسدها من حركته كما تخدر عقلها وحركت وجهها وهي تتمسح داخل باطن يداه باحتياج لتلك اللمسات الحنونة التي أشعرتها بأن إحساسها لن يم وت كانت مغمضة العينين ثم بحركة عفوية منها وضعت كلتا يداها على يديه استشعر لمساتها ودق قلبه لأول مرة بين ضلوعه وأصبح يب تلع أنفاسه بصعوبة بالغة من منظرها الآخاذ فالأنثى في أشد لحظات ضعفها واحتياجها لرجل لمست حنانه تكن في أصفى حالات جمالها
ثم هدأت قليلا واستكانت وصدح صوته بهمس
هديتي ياغالية ولا لسة
فتحي عيونك يامها
فتحت أعينها بتمهل نظر لعينيها بعمق لأول مرة فرغم أن جفونها محاطة بالدموع إلا أنها لامعة وبريقها خطفه وأشعره بالاحتياج مثلها
ثم غمغم وقلبه ينبض
تعرفي إن عيونك حلوة قووي
ابتسمت قليلا ثم قالت
انت الوحيد اللي شايف أنهم حلوين
بادلها الابتسامة بمثلها وهتف بتأكيد
لا هما حلوين فعلا وهما اللي بيشفوش صح عيونهم عميانة
تنهدت بضيق
وهيفيدني بإيه أنهم حلوين ملهمش لازمة
التوي ثغره باعتراض
لااا مين قال اكده دي العيون عالم تاني خالص كلامهم بيرشق في القلوب مبيتنسيش وبسمتهم بتنور الكون للأعمى ورمشهم هوا للحران في عز الن ار العيون دي اجمل حديث يتقال من خلالها لأي حبيب وحبيبة علشان اكده قبلتهم رغبة
تاهت في كلامه الجميل الذي تمنت أن تسمعه ولو مرة من زوجها ثم سألته
إنت عرفت الحاجات دي منين
كلامك جميييل قووي ياعامر أول مرة اسمعه
أمسك كلتا يداها واحتضنهم بين يداه واجابها
الكلام ده مش محتاج علام دي فطرة في اي إنسان عادي ربنا خلقنا نحب ونتحب ونحس ببعض ونعاتب ونلوم