قطة في وادي الذئاب
يقبع على أنفه يساعده إلى التنفس و إبر مغروسة بأوردت فضلا عن الجبائر التى كست ذراعه و قدمه اليسرى إلى جانب الكدمات المغطية وجهه و أجزاء جسده برعونة فى غرفة يكسوها اللون الأبيض فى أغلب معالمها يتحرر من أسر اللاوعى أخيرا حينما يفتح عينيه ببطء شديد مبعدا اهدابه عن بعضهم فى محاولة لتخليص انكماشهما بحذر يحاول استعادة نظره إلى ما حوله من جديد و بينما هو فى خضم المحاولة المريرة واتاه صوت هيدى التى هتفت عن قرب منه بلهفة تخالطها الدموع
_ أشرف إنت صحيت أشرف سامعنى
بالكاد استطاع أن يحرك فكه فى قول كلمات باهتة تملؤها اهاته
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لم تجبه و إنما صاحت و هى تقترب من الباب قائلة فى سرعة
_ ثانية انادى الدكتور
عاد إلى التأوهات المعبرة عن آلامه المپرحة و قد باتت الرؤية المشوشة تتضح قليلا و مرت الثوانى حتى دلف الطبيب بسرعة متحمسة و كأنه كان منتظرا على أحر من الجمر سماع هكذا خبر او كأنه كان فاقدا للأمل عن ان يستيقظ بعد حاډث خطېر كهذا وقف إلى يمين أشرف ثم أخذ بمعصمه يقيس نبضاته الآخذة فى الانتظام كما يطالع مؤشرات الأجهزة لتعتلى ابتسامة رصا على ثغره حيث يقول بحبور
_ حمد لله عالسلامة يا أستاذ أشرف تجاوزت مرحلة الخطړ
أطلقت هيدى تنهيدة ارتياح مسموعة خرجت من أعماق صدرها بينما يتحدث أشرف بوهن
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
قال الطبيب بعملية
_ هتشرف معانا شوية لحد ما حالتك تستقر و كما كام يوم هنعيد التحاليل مرة تانية عشان تبقى عملنا فحص لكل حاجة
_ ما بتعاملش مع رجالة انا بتعامل مع حيوانات!
تشدق بها سيد و هو يكز على أسنانه ساخرا بينما يجيب من بالطرف الآخر من سماعة الهاتف ببعض من الدهشة و التوتر الذى بدا على صوته و العرق المتفصد على جبينه
_ يا معلم و الله قلبت عربيته خالص قلت خلاص الله يرحمه ماعرفش ازاى فضل عايش!
سمع صور زفرة ضيق انبعثت من فم الآخر دون كلام ليبادره قائلا بسرعة
_ طب انا هروحله المستشفى و اموته ماتخافش يا معلم
_ لا لا اوعى أنت تستخبى لك يومين لحد ما البوليس يهدى شوية و لما الاقيله حل ابقى اكلمك
_ ماشى يا بيه سلام
_ سلام
قالها ثم أغلق الهاتف سريعا ليقلبه ثم يزيل غطاءه الخلفى و بعده البطارية تلتها ااشريحة التى عقد بها اتصاله الهاتفى ثم ألقاها بإهمال و وقف قائلا بامتعاض و قد بات وجهه محتقنا
_ اكبر غلط انى حاولت امۏتك علطول يا أشرف المۏت ليك رحمة الفلوس اللى بعدت بيها زينة عنى انا هخسرهالك بنفسى
ثم تشدق فى نفسه متوعدا
_ استلقى وعدك يا حلو
كانت مها تدير مقود السيارة بكلتا يديها ضابطة المكابح على سرعة هادئة تتمايل بكتفيها مع إيقاع الكلمات الأجنبية حانت منها التفاتة إلى الجالسة بجانبها عاقدة ساعديها أمام صدرها تنظر إلى الأمام بملامح عابسة مما دفع مها إلى الميل إلى جانبها بخفة لتغلق هاتفها المذيع للاغانى ثم تعتدل لتلتفت إلى الطريق أمامها كى تتحقق من خلوه تماما ثم تعود بصرها إلى رزان التى تزفر كل دقيقة بحرارة و ضيق لتحاول مها ولطيف الأجواء و هى تمد يدها كى تلكزها فى ذراعها قائلة ببساطة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تشدقت رزان مزمجرة
_ اصريتى نروح البارتى و وافقتك عشان اخلص من الزن و نسيت انى كدة سيبت فرصة لأكمل و الهانم يقعدوا براحتهم! اى الغباء اللى انا فيه ده!
نطقت بالجملة الأخيرة مستهجنة من نفسها بينما اجابتها مها و هى تعود برأسها إلى الطريق مجددا
_ كدة كدة هى مراته
ما ان لحظت النظرات البركانية التى وجهتها رزان نحوها بعد التلفظ بهذه الكلمة لتدرك مؤخرا مدى جرم ما اقترفت من خطأ فادح جعل رزان تستشيط ڠضبا ثم سرعان ما حاولت تصحيح خطأها و التهدئة من حدة ثورتها قائلة بصوت ملجلج
_ بس بس خليهم يقعدوا براحتهم كدة كدة ك كلها خمس شهور و مش هيشوفوا بعض تانى
عادت رزان تريح ظهرها على الكرسى بعدما كانت تميل للاستماع إلى كلمات مها الحمقاء ثم تحدثت أخيرا و بنبرة صلبة جافة
_ و لو حصل عكس كدة و الله هيشوف منى حاجة ماتعجبهوش أبدا و يبقى يشوف السنيورة هتساعده ازاى
الټفت مها بكامل رأسها إلى اليمين و قد أسبلت جفونها المحيطة بعيونها المنذهلة من قول رزان الأخير بساعة ڠضبها المعهود لتزدرد ريقها ثم تقول بشئ من الخۏف بدا فى ترددها
_ لا لا ماتخافيش أكمل هيوفى وعده انا متأكدة
_ و الله زى ما بقول لك يا boss و انا معلوماتى عمرها ما تفوت أبدا....لا بقى ما تعتمدليش على شوية عيال سيس حضرتك بتكلم واحد سابق فى المباحث و له طرقه الخاصة فى جيبة أى معلومة....و هو كذلك تشرف ف اى وقت و انا هبقى فى انتظارك
كانت تلك كلمات أكمل التى فتئ بها فى محادثته التليفونية الغامضة يريح ظهره على الكرسى الأسود بثقة يكالبها الكبرياء و ابتسامة انتصار تعلو ثغره و لكنه سرعان ما نفض نفسه عن الكرسى حينما سمع طرقات الباب التى باغتته فى لحظة تعد سرية للغاية مما جعله يقول باختصار
_ طيب هكلمك بعدين سلام
ثم الټفت إلى الباب قائلا بصوت ذا نبرة مسموعة
_ ادخل
دلفت زينة متجاوزة الباب بعدما حصلت على الإذن ثم أغلقت الباب خلفها مجددا لتشق ابتسامة مرحبة وجه أكمل الذى وقف يقول بحبور
_ أهلا تعالى يا زينة
اقتربت من المكتب بخطوات متباطئة و هى تدير رأسها يمينا و يسارا تنظر إلى ما حولها بإعجاب حيث هذه المرة الأولى التى تدخل فيها غرفة مكتبة الشديدة الاتساع بينما يقول أكمل مفسرا نظراتها المعجبة بخفة
_ عجبك المكتب
_ جوى جوى
قالتها و لم تزح بعد نظرها حتى وصلت عند المكتب حيث تلتفت إلى أكمل بقسمات حائرة تتبعها بقولها مستفهمة
_ إنت ليه ما روحتش الحفلة مع أبلة مها و أبلة رزان
أبتسم من جانب ثغره قبل ان يستدير حول مكتبه حتى يصبح مجانبا لها ليسند يده على كتفها شارحا
_ دى حفلة عيد ميلاد و أنا ماليش فى الجو ده و بعدين انا ورايا شغل كتير اوى مش فاضى انا للجو ده!
_ و خلصت شغلك
سألته باهتمام ليحدجها بنظراته العابثة قائلا بخبث
_ خلصت اول ما دخلتى و دلوقتى بقيت انا و انتى و الشيطان تالتنا
غمزها مع جملته الأخيرة مستدرجا لتقطب حاجبيها قائلة بتساؤل
_ يعنى اى الشيطان تالتنا
صدرت منه ضحكة بملء فيه مذهولا بوصول براءتها الى هذا المستوى حيث يفضل إجابتها بشكل عملى و قد سنحت له الفرصة ببغتة وضع يده خلف ظهرها و الأخرى خلف ركبتها حاملا إياها بين ساعديه مما جعل زينة تصرخ بدهشة
_ واه! بتعمل اى يا أكمل نزلنييييي
و بالطبع لم يستجب و إنما سار بها متجها إلى باب الغرفة و هو يدنو برأسه منها قائلا