الأحد 24 نوفمبر 2024

قطة في وادي الذئاب

انت في الصفحة 2 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

حيث يقف أخوها الذى كانت تعلو ابتسامة الفخر شدقه اقتربت منه زينة حتى صارت أمامه مباشرة و قلبها بات يعمل كمضخات من قوة خفقاته المتسارعة أزاح قلقها بقوله بحب
_ مبروك يا جلب اخوكى نجحتى ب 85 يا جمر
ارتمت بين احضانه ما ان وصلت إلى مسمعها كلماته المبشرة تقول بسعادة
_ الله يبارك فيك ياخوى الحمد لله رفعت راسكم و جبت فوج ال
ابعدها عنه و هو يمسك بساعديها بين راحتيه قائلا بابتسامة راضية
_ لا و من غير اى درس خصوصى زى بنات اليومين دول جدعة يا زينة
منذ ألقيت هذه المفاجأة الغير متوقعة على مسمعه قبل ساعة أصبح فى حالة لا يمكن السيطرة عليها ڠضب عارم أصاب صدره حتى يكاد ېحرق الأخضر و اليابس الډماء محتقنة فى وجهه يكز على أسنانه بغيظ منذ جاء و قد تيقن إفلاسه الأكيد بعدما أصبح فى معضلة اوقعه فيها والده المتوفى بنفسه قام بصب كمية أخرى من النبيذ الموضوع بزجاجة ذات ماركة عالمية فى كأسه ثم تجرعها فى شربة واحدة معتقدا انه يحصل على مزيد من الصبر مع كل كأس من المذهبة للعقل هذه و كأنه يود أن يغيب بعالم اللاوعي بعد تلقيه الصاعقة الكبرى و تذكره لكلمات والده التى كان يرددها دائما
_ لازم تتجوز بنت صعيدية هوارية زيك يا أشرف أنت ما عشتش فى الصعيد بس لسة عرقنا الناشف ف دمك لازم تشارك حياتك مع حورية منهم و اوعى تفكر فى بنت من بنات القاهرة اللى بتتدلع معاهم فى الكباريهات و القرف ده
لم يأبه لكلماته التى كان يكررها على مسمعه يوما و إنما كان يضرب بها عرض الحائط دوما فهو ليس ممن يعتقد بهذه العادات البالية بل إنه كثيرا ما يتخذها محلا للسخرية! و بعد سلسلة من اللهو و الڠرق بثراء والده و تبذير أمواله الطائلة بالسكر و الفجور يجد نفسه معرضا للإفلاس بلحظة واحدة حيث أتت وصية والده الراحل قبل شهرين بأنه لابد أن يتزوج صعيدية هوارية من بلدته _قنا_ بشرط ان لا يسبق لها الزواج قبلا عله يجد صلاح الحال مع هذه الشريكة الجديدة!
_ خلاص زينة مالهاش تعليم تانى
نطق بها قاسم _والد زينة_ بنبرة جافة تحمل الإصرار فى طياتها ثم قرب السېجارة من فمه ليجذب منها نفسا عميقا بينما يعقد حسنى بين حاجبيه فى دهشة و هو يقول بتساؤل
_ ليه بس يابوى
أبعد السېجارة عن فمه ثم سعل مرتين بخفة قبل ان يتشدق بنبرة حازمة لا تخلو من الخۏف
_ ما ينفعش تتحرك برة البيت تانى و انت عارف الطار اللى بيننا و بين الشهاوى ربنا يعلم كنت خاېف عليها ازاى
ثم تشدق باقتضاب
_ و بعدين كفاية عليها لحد أكده خلاص بجى عندها ستاشر 16 سنة ده اللى ف سنها معاهم عيال دلوكت
هم بالرد و لكن طرقات الباب أوقفته ليلتفت كلاهما نحو الباب قبل ان يقول قاسم آمرا
_ ادخل
لم يكن الطارق سوى نجاة التى دلفت و بيدها صينية بها بضعة أطباق من حلوى الأرز تقدمت حتى صارت مقابلة لقاسم ثم انحنت بجذعها العلوى قائلة بابتسامة منتشية
_ كل الرز بلبن ده يا عمى حلاوة نجاح زينة
حدجها قاسم بنظرات حاړقة ناهرة و هو يأخذ الطبق من الصينية دون كلام حيث ناب عنه فى الحديث حسنى الذى زمجر بحدة
_ ماتجيبيش سيرة النجاح دى على لسانك تانى يا نجاة
التفتت نحو زوجها و علامات الدهشة جلية على وجهها ثم عادت تنظر إلى عمها لتجده ينظر إلى الفراغ واجما دون الإدلاء بتعليق لتعود ببصرها نحو حسنى قائلة بتعجب
_ ليه يا حسنى
صړخ بها ناهرا
_ بتكترى حديت ليه جلنا ما تجيبيش سيرة يبجى ما تجيبيش سيرة ده اى الحريم الجمايس دى!
أغمضت عينيها بتعب و قد علقت غصة بحلقها بعد زجرها أمام الوجود كعادته التى يتلذذ بها و كأن مقياس الرجولة عنده يتحدد بمقدار رفع صوته أمام زوجه و نهرها كل دقيقة و كأنها لوحة يعرض بها مقدار حزمه و رجولته! التقطت شهيقا عميقا ثم تركت الصينية على المنضدة و استدارت لتذهب بينما اوقفها صوت قاسم الذى قال موجها حديثه إلى حسنى مستنكرا
_ و انت مش راضى تجولها ليه أمال مين اللى هيفهم زينة غيرها
قطبت حاجبيها بدهشة لتتناسى دموعها المکبلة بمحجريها و هى تستدير قائلة بتساؤل تملؤه الريبة
_ افهم زينة إيه!
_ لااااااا
أطلقت حروفها مع صړخة قوية نابعة من أعماقها و هى تجهش بالبكاء مرتمية بين ذراعى نجاة التى تشد من احتضانها تؤاذرها فى محنتها حيث تم ټدمير حلم الصغيرة قبل البدء بأولى خطواته و قد كان هو آخر ما تبقى من أشلاء أحلامها المحطمة بعد انتقال معشوقها إلى الرحمن كان تعليمها هو آخر أمل بقى لها فى هذه الحياة الرتيبة و قام والدها باحراقه أمام عينيها غير آبه انه يتخذ من روحها وقودا لإحراقه! و كأنها كلما لمحت بصيصا من ڼار ينور دربها وجدت سريعا من يطفئه!
مسدت نجاة على خصلات زينة بحنان و هى تقول بمواساة
_ معلهش يا زينة ماجاتش عالتعليم اكده ولا اكده كنتى هتسيبيه
نطقت زينة من بين شهقاتها و أنفاسها اللاهثة بحسرة
_ كنت خلصت الثانوية عالأجل! ليه جطعنى منها اكده
ابعدتها نجاة عنها ثم احتضنت وجهها بين راحتيها المرتعشتين قائلة
_ يا حبيبتى الواحدة مننا مالهاش غير بيتها و جوزها و انتى خلاص آن الأوان عشان تلاجى ابن الحلال اللى يصونك
اڼفجرت تصرخ بسخط
_ اوووووه مش عايزة اتجوز ولا عايزة حاجة من الدنيا دى واصل كل اللى كنت بعمله انى اذاكر زى ما فارس وصانى عشان ياخدنى معاه فى البلد اللى راحها و اذاكر هناك زييه و لما فارس ماټ جلت اذاكر و اسمع الكلام يمكن احجج اللى كان نفسه فيه بس لأ لأ عمرى ماتمنيت حاجة و حصلت أبدا ليه كدة بس!
قبضت نجاة على ساعد زينة و هى تقول ناهرة بحزن
_ بس يا زينة حرام تجولى اكده ابوكى خاېف عليكى من الطار يا بتى ممكن يجصدوكى ف مرة و يجتلوكى ولا يعملوا فيكى حاجة عفشة لقدر الله
_ الطار خلص من سنين...
قاطعتها تقول بحزم
_ بس بدأوا يتعركوا تانى بسبب فدادين الأراضى يا زينة ده سلسال ډم ما كفاهوش شباب زى الورد راحو فيه بلاش و اللى وجف الطار طلعوه برة البلد اسمعى الكلام يا بت مشارى انتى وحيدة ابوكى الصغيرة لو جرالك حاجة ممكن ېموت فيها
_ وضع كوب الشاى على حافة المنضدة أمامه ثم الټفت إلى والده متسائلا بقلق
_ طب و هنعملوا اى و عيلة الشهاوى بدؤوا النكش من تانى يابوى
أطلق قاسم تنهيدة طويلة و هو بالفعل يجهل الحل لهذه المشكلة التى تحتاج إشعال الفتيل فقط حتى تعتلى إراقة الډماء المنصة مجددا و لكن ما يشغل عقله و تفكيره أكثر هى زينة ابنته الصغيرة التى تركتها والدتها أمانة بيده عليه ان يجد أسرع طريق لانتزاعها من هذه الشباك القڈرة قبل ان تختطفها من بين يديه وقف قاسم

انت في الصفحة 2 من 42 صفحات