نجحت أم فى إنقاذ ابنها من قبضة عشماوى
انت في الصفحة 1 من 3 صفحات
عند وصوله لمكتبه وجد أحد الموكلين يصر على مقابلته ويستعجل دوره حتى يلحق بالقطار المسافر إلى الصعيد الساعة الحادية عشرة ليلا فسمح له بالدخول.
كانت النظرة إليه منذ الوهلة الأولى مخيفة.. كان أشبه بثور بشرى شرس من الصعب ترويضه من المستحيل السطرة على فكره أو إقناعه بغير رأى اعتقده.. كان ضخم الچثة طويلا عريض المنكبين بريق عينيه يشع منهما القسۏة.. جلس أمامى وقد أحضر معه سيدة فى العقد الخامس من عمرها جاءت معه على استحياء على غير عادة أهل الصعيد الحضور فى أقران هذه القضايا.. وأحست بما يجول فى خاطرى عندما سألتها عن سر حضورها وخروجها عما هو مألوف من تقاليد وأعراف.. فبادرتنى.. أنا أم المتهم.. وحبس دموعها فى مقلتيها وهى تقول بصوت خفيض ملؤه الثقة ابنى برىء والله وكررتها عدة مرات من قتل أخته.. مما أدخل الشك فى نفسى بصدق حديثها.
ويروى أبو شقة طلبت دوسيه القضية لتصفحه حتى أكون رايا قانونيا قبل قبول الدفاع فى القضية وبالفعل قرأت القضية وقبلت بالدفاع عن المتهم فقد أيقنت منذ الوهلة الأولى أن المتهم پقتل شقيقته عمدا مع سبق الإصرار والترصد والذى أصر على الاعترافا جرى عليه اعترافه الذى أصر وصمم عليه طيلة فترة الاستدلالات والتحقيقات أمام النيابة العامة.
كانت نظرات المتهم حادة وقسمات وجهه التى تنطق بالجدية والإصرار على المضى باعترافه مهما كان الثمن ولو كان حبل عشماوى ملفوفا حول رقبته كان يجلس فى قفص الاتهام كالطأووس نافشا جناحيه وسط أبناء قريته الذين اكتظت بهم القاعة عن أخرها.. وهو ما يلبث أن يتجول فى قفصه بين الحين والأخر مستعرضا قوته مؤكدا للجميع نخوته ورجولته موزعا نظراته على الجميع الذين كانوا يبادلونه نظرات الفخر والإعجاب ويحسون فيه الرجولة بمعناها الحقيقى المدافع عن شرفه وشرف أسرته.. بل القرية بأكملها لم يكن بالقرية موضع قدم فقد جاء الجميع ليشهدوا محاكمة ابن قريتهم.. الرجل بمعنى الكلمة صاحب النخوة الذى لم يتحمل خروج شقيقته عن العادات والتقاليد التى توارثوها منذ أمد بعيد.
download 2