ضحى من أجله وماټ على يده
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
إعداد أحمد حسني
الإثنين 25 مارس 2024 0700 م
ليلة لا أنساها عندما حضرت إلى مكتبى فتاة فى مقتبل العمر.. كان الحزن والكأبة يكسون وجهها ويعتصران عينيها التى أحمرت من كثرة البكاء.. كانت الكأبة واليأس يستبدان بقسمات وجهها فضاعت مع كل ما سلف مسحة الجمال التى تبدو لأول وهلة عندما حلت غرفة المكتب.
طلبت منها أن تركن إلى الهدوء والسکينة حتى أستطيع أن أتفهم مشكلتها.. حاولت جاهدة أن تتماسك لكن الانفعال كان باديا فى عينيها التى أحمرت من كثرة البكاء.
سألتها عن مشكلتها التى قدمت من أجلها.. ازداد بكاؤها اڼفجرت الدموع من عينيها وانهمرت وكأنها المطر وقالت وهى تنتحب مش معقول.. أنا مش مصدقة.. أنا كأنى عايشه فى كابوس مفزع.. والله ده ظلم.. ده حرام.. وسقطت مغشيا عليها.
سألتها وقد أحسست من بريق عينيها ونظرات صوتها إصراراها على براءته كيف تأكدت من براءته خصوصا أن المحكمة قد حكمت بعد أن استعرضت الأدلة وأوجه الدفاع وانتهت بإجماع الأراء على إدانته بالإعدام خاصة أن حكم الإعدام له طبيعة خاصة وضمانات كبرى تفوق الضمانات فى قضايا الجنايات العادية.
فأجابت الفتاة إحساسى يؤكد لى أنه برئ.. نظرات عينيه لى أقنعتنى بذلك وكلامه بعد النطق بالحكم.. طول عمرى ما هنساه.. منظر يستحيل هيفارق عينيه وهو بيقول لى أنا ميهمنيش الدنيا كلها.. كل اللى يهمنى إنت باحلف لك بحبنا الطاهر إن أنا برئ.. إنا ما قلتلتش عمى.. كلى اللى يهمنى أنت.. صورتى قدام عينيك لازم تفضل حلوة زى ما هى.. الدنيا كلها ماتهمنيش.. قوليلى إنك مصدقانى كلامك ده هو اللى حيهون عليها حبل المشنقة وحفارق الدنيا وأنا راض مادام أنتى راضية ومقتنعة ببراءتى.. لم تشعر بنفسها والدموع تملاء خديها وتبلل ملابسها.. قناعتها بصدق حديثه بلا حدود.
كانت القصة من بدايتها لشقيقين لا ثالث لهما..أشرف وشقيقه سمير الذى يكبره بحوالى ست سنوات عندما أصيب والدهما ب وهو مرض خطېر أقعده عن العمل أصبح لا يستطيع حراكا.. فقد الأمل فى الشفاء وأدرك الرجل أن أيامه فى الحياة معدودة فلم ينس وهو يحتضر ولديه الصغيرين فأوصى أخاه محمود